قائد في الميدان

لوحة عسكرية ملهمة، ومشهد قيادي بديع، جسّد فيه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، أسمى معاني القيادة، وضرب من خلاله أروع الأمثلة القيادية في العمل العسكري، حينما رأيناه يشارك جنوده الأبطال من أفراد كتيبة المشاة الجبلية 11، التمارين الميدانية، التي تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية في البيئات الجبلية الصعبة.

فالنهج القيادي الذي ينتهجه سموه منذ توليه وزارة الدفاع، ليس مجرد أسلوب إداري عصري فحسب، بل هو فلسفة قتالية تشاركية فتية، ورسالة تلاحم قوية، تهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الفاعلية والتماسك، والتي تقوي الروابط بين القائد والجندي، كما تنمي الروح المعنوية لديهم، وتعزز من جاهزيتهم القتالية، وتحسّن من أداءاتهم العملياتية، وتبني الثقة بينهم وبين قادتهم، وتسهم في تحقيق الأهداف، والوصول للغايات بكفاءة وفاعلية.

وبنظرة موضوعية متعمقة لهذه المشاركة الميدانية، نجد أنها لم تكن مجرد مسألة رمزية، بل هي عنصر أساسي في نهج القيادة العسكرية الحكيمة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لإيمانه القوي بأن القادة العسكريين، يجب أن يكونوا قدوة حسنة لجنودهم، وأن يظهروا الشجاعة والالتزام والنزاهة، فلا يقتصر دورهم على إصدار الأوامر، بل ينبغي أن يشاركوا جنودهم في كل جوانب العمليات العسكرية، كما أن وجودهم في الخطوط الأمامية يجعلهم دائماً مصدر إلهام وقوة وثقة لجنودهم.

فالأمر الذي يجدر التأكيد عليه، هو أنه لا ينبغي النظر لتلك المشاركة الميدانية على أنها مجرد ممارسة روتينية، بل إنها –ومن وجهة نظري- أمر بالغ الأهمية، واستثمار استراتيجي حقيقي، ينبغي البناء عليه، نظراً لفوائده الجمة على مختلف المستويات، فبجانب ما سبق ذكره، نجد أن هذه المشاركة الميدانية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لا تعزز فقط من الروح المعنوية للجنود، بل تؤكد أيضاً أهمية التدريب المستمر والجاهزية لكافة أفراد المجتمع، للحفاظ على أمن الوطن، في ظل ما يموج به العالم من متغيرات متسارعة، تتطلب التدريب المستمر، والإرادة القوية واليقظة الدائمة.

وهو ما يدفعنا لأن ندعو شبابنا، إلى ضرورة الاهتمام بجاهزيتهم البدنية، لأنهم بمثابة الجنود، وسواعد الوطن البانية في الميادين المدنية المختلفة، وركيزته الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات.

فالأمر الذي يمكن استنباطه، ختاماً، من مشاركة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أفراد كتيبة المشاة الجبلية 11 التمارين الميدانية، هو أهمية استشعار جميع شباب الوطن للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، والانضباط، وتطوير قدراتهم الدفاعية، والتدريب المستمر، والجاهزية الدائمة للذود عن الوطن وحماية مكتسباته على الصُعد كافة، والتي يعدّها الكثيرون مفاتيح تفوق إماراتنا الحبيبة في مختلف الميادين، وسر نجاحاتها المستمرة على الصُعد كافة.