انتصاراً للحضور الإماراتي

هذا كلام ربما لن يعجب البعض، لكنه كلام يجب أن يقال اليوم، بل ويجب أن يقال قبل اليوم أيضاً، وهو يخص بعض المؤسسات والهيئات والمجالس وجمعيات النفع العام، الثقافية والسياحية والاقتصادية والتراثية وبعض وسائل الإعلام... وغيرها، التي تنظم وتعقد مؤتمرات ومنتديات ومجالس وأنشطة عامة سنوية وشهرية ومناسباتية.. يحضرها جمهور عام ومتعدد من الشرائح والجنسيات كافة، والذي يجب أن يقال هنا يتعلق بالمشاركة في هذه النشاطات، وآليات تنظيمها، والضيوف الذين تتم دعوتهم والاحتفاء بهم وإتاحة الفرصة لهم ليتصدروا الواجهات والمنصات والمقاعد الأولى والجلسات المهمة على حساب الإماراتيين!

فأول ما يلاحظ على عدد من مؤسساتنا الاتحادية والمحلية العاملة في مجال الثقافة والسياحة والإعلام وشؤون التراث و... هو أن دعواتها واستضافاتها الأساسية والاحتفائية والتكريمية، إنما تخصص لغير الإماراتيين، لأسباب عدة، حسب ما يقرر المستشار أو المسؤول الذي يضع أجندة المؤتمر أو المنتدى، وهذا المستشار غالباً ما يكون غير إماراتي للأسف الشديد!

وهنا بودي لو أتقدم باقتراح يناقشه السادة الموقرون في مجلسنا الوطني خلاصته: ضرورة توطين الوظائف المتعلقة بالشؤون الثقافية والإعلامية كوظيفة مستشار أو رئيس قطاع أو مدير برامج وفعاليات... فأهل مكة أدرى بشعابها، ولدينا من الشباب الإماراتي ومن أهل الخبرة من المثقفين والإعلاميين من يمكنهم القيام بهذه الوظائف خير قيام، فهم أحق من غيرهم بهذه الوظائف؟

للأسف الشديد أننا وحتى بعد انقضاء أكثر من خمسين عاماً على قيام الدولة، ووجود عدد كبير من الإماراتيين من أهل الخبرة والمعرفة، إلا أن هناك بعض الجهات (ولا أقول الكل كما لا أعمم) تعمل على استبعاد هذه الكفاءات عن أهم المؤتمرات والفعاليات الثقافية والإعلامية والاقتصادية، سواء كمشاركين أو كضيوف، وإتاحة فرص الظهور والمشاركة لغير الإماراتيين، ولأسباب معروفة، ولا داعي لنفصلها هنا، ما يشكل تعارضاً مع سياسات التمكين، وما يؤدي لحالة من الاستياء والاستفزاز بين الإماراتيين الذين يشعرون بالاستبعاد وعدم إعطائهم الفرص في بلادهم، أما وفي حالة دعوتهم فإنه يتم الاحتفاء بهم بشكل غير متكافئ معنوياً ومادياً أسوة بما يحظى به غير الإماراتيين من عرب وأجانب!

 

الأكثر مشاركة