أحمد بالحصا.. تجربة حياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأمسية التي استضافت فيها ندوة الثقافة والعلوم مساء البارحة رجل الأعمال أحمد سيف بالحصا، بدا واضحاً أننا جميعاً بحاجة لأحاديث الاستعادات والذكريات هذه التي تدفقت بعذوبة وبساطة من ذاكرة ضيف الندوة وأحد أبرز رجالات دبي الذين نشأوا وتعلموا وصنعوا تاريخهم ونجاحاتهم تحت سماء مدينة لم تخطئ حدسها ولا موعدها مع النجاح وصناعة الناجحين كواحد من أبرز سماتها وإنجازاتها منذ القدم.

فلو كنت ولدت في مدينة كذا في أفريقيا، تساءل (بو سيف) هل كنت أصبحت ما أنا عليه اليوم؟ وهل كنت سأحقق ما حققته؟ كان يطرح سؤاله ليقود مستمعيه لاستنتاج بدهي وهو أن النجاح ليس معادلة مجهولة الأطراف، النجاح يحتاج إلى بيئة دافعة وحاضنة تهيئ للمجتهدين وأصحاب الأحلام كل مقومات النجاح، ودبي مثال شاهق على مواصفات بيئة النجاح المثالية.

كما أنه لا يكفيك لكي تكون رجل أعمال ناجحاً، وصاحب سجل حافل ومشاريع ناجحة، أن يكون اسمك مكتوباً بحروف من أضواء على مداخل الشركات والمجموعات التجارية الكبرى، وأن تراكم أرباحاً فلكية في البنوك ثم ينتهي الأمر، إن سجلك الحقيقي الذي يحق لك أن تفخر به، وتنقله كخبرة تشكل تجربة حياة وعمل للأجيال، هو إسهامك الحقيقي والملموس في تاريخ ومسيرة وتطور مدينتك ومجتمعك أولاً، وهو إسهاماتك الوطنية في العمل الوطني، كما أنه تحصيلك المستمر في طريق العلم والمعرفة، وهو نجاحك الواضح في ترك سيرة عطرة وأبناء يسيرون بخطى واثقة في طريق النجاح الذي قطعته.

هذا هو السجل الذي ستفخر به ذات يوم حين تصل إلى مرحلة تضع فيها رجلاً على رجل وبهدوء وحكمة تتحدث عما ناضلت مذ كنت طفلاً لتحقيقه، فتعبت وعانيت ونجحت وفشلت، وأعدت الكرة بتصميم ووعي، ولكنك وصلت لأنك مشيت طريقك مستنداً إلى همتك وتضحياتك وإلى ما قدمته لك مدينتك ورجالات هذه المدينة، فدبي حافلة بالرجال والنساء الذين يفخرون بانتمائهم إليها كما تباهي هي بهم وبخبراتهم وإسهاماتهم، ويستحقون فعلاً أن ننصت إليهم، وأن تكتب سيرتهم وتدرس للأجيال الحالية ولكل الأجيال القادمة.

Email