ماذا يكتب أسامة المسلم «2 ــ 2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى وأنا أتناول طعام الغداء البارحة بدعوة من كاتبة مغربية دعتني لبيتها الأنيق والعامر بكرم الضيافة المغربية، وصحبة سيدات مثقفات، دار جلّ الحوار حول الكاتب السعودي أسامة المسلم، وحشود الشباب التي أغرقت معرض الرباط وهي تنتظر اللقاء به والحصول على توقيعه، فأين الأزمة في كل ما حدث؟ في ظاهرة حشود الشباب؟ أم في نوعية ما يكتبه أسامة المسلم؟ أم في الصعود الصاروخي لاسم المسلم في عالم الكتابة؟ وبالتالي فإن ما أصاب الوسط الثقافي يوم السبت لم يقع في مجرد التساؤل، ولكن في صدمة الاكتشاف!

لقد اكتشف المثقفون (الكتّاب والناشرون وكثير من الإعلاميين) أنهم يسمعون باسم الكاتب الذي تمكن بشكل ما من حشد هذا العدد المهول من الشباب في زمن قياسي، حتى قال بعضهم إنه لم يسبق لمعارض الكتب العربية أن شهدت حالة كهذه، سوى تكرار وقوف نفس الطوابير في معرض القاهرة الدولي للكتّاب انتظاراً للكاتب نفسه، وعليه فقد بات البحث منصباً في السر الذي يكمن في روايات أو شخصية المسلم! لأن عدداً لا بأس به من الكتّاب العرب يكتبون هذا النوع من روايات الرعب والفنتازيا والخيال العلمي وقصص الجنّ والعفاريت ومنذ فترة طويلة، لكن أحداً منهم لم يحقق هذه الجماهيرية الكاسحة التي سجل معرض الرباط شهادة اعتراف حقيقية بها.

المعروف أن المسلم كتب حتى الآن 26 رواية، بعضها مكون من عدة أجزاء، كتب عشر روايات منها في ظرف ثلاثة أعوام فقط، معظمها روايات غموض وإثارة وأسرار وخفايا، خفايا البحار وحوريات البحر والساحرات والعوالم الخفية، والرعب المبالغ.

إن هذه الموضوعات غالباً ما تشكل اهتمامات المراهقين والشباب المهووس بالبحث والاكتشاف والمعرفة دون محاذير أو خوف، وهنا تكمن الإشكالية أو الخوف أو لنقل التحفظ، لأن لا أحد يعترض على القراءة، أياً كانت بساطتها فهي العتبة الأولى لبناء سيتطور مستقبلاً لتكوين قراء ومثقفين، الخوف مما يمكن أن تقود إليه هكذا قراءات وبهذا الشكل من الجذب والاستقطاب الغريب الذي يثير الأسئلة فعلاً!

 

 


 

Email