ما السر الذي يخفيه الشَعْر؟

بالرغم من تكونه من بنية بسيطة جداً تتضمن بروتين الكيراتين، وهو نوع من البروتينات القوية التي تشكل الشعر والأظافر، إلا أن للشعر مكانة غامضة وعظيمة جداً، تتأرجح بين كونه رمزاً للجمال والفتنة، واعتباره إحدى دلالات ومؤشرات القداسة المبهمة وغير المفهومة!.

فما هو السر المضمر واللامرئي في الشعر، والذي يعبر عن نفسه بأشكال وصور كثيرة تقع على هذا الجزء اللطيف الجميل والخفيف فينا؟.

ابتداء فإن وجود الشعر على رأس الإنسان له دلالته الواضحة التي تشير لقوته الدلالية ومكانته عند صاحبه، لذلك تتحول حياة المرأة إلى بؤس بمجرد إصابتها بتساقط الشعر، وكذلك الرجل عندما تبدأ علامات بداية الصلع تغزو قمة رأسه!، لذلك فإن عمليات زراعة الشعر اليوم تقع في مقدمة جراحات التجميل ذات الكلفة الباهظة، إلا أن الجميع يسعى إليها مهما كلفه الأمر في سبيل وسامة لا تكتمل بغير الشعر الجميل!.

وللشعر وجود مهيمن ومبهم في الوقت نفسه في التراث الإنساني: في الأديان وعلم الجمال، وقصائد الشعراء وفي الأمثال والطقوس الدينية وفي الحالات النفسية التي يمر بها الإنسان!، فالمرأة تقص شعرها بإرادتها لكنها تبكي حسرة بمجرد رؤيتها لخصلاته تتساقط أمامها، وكأنها فقدت عزيزاً!، هذه المرأة نفسها سنجدها ترقص فرحاً وتبادر لقص شعرها تعبيراً عن فرح يغمرها لخلاصها من علاقة عاطفية مؤذية عاشتها وتخلصت منها!.

والشعر دليل صريح على الانتماء الديني لذلك تطالب بتغطية شعرها في الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، وتغطيته أثناء تقديم العزاء، أو الدخول للمساجد والكنائس، كما يشترط بعض رجال الدين تغطية شعر بعض المذيعات كشرط للموافقة على إجراء مقابلة تلفزيونية، في حين لا يشترطون تغطية الوجه، مع أنه مكمن الفتنة وثلاثة أرباع جمال المرأة في وجهها!، المتدينون من طائفة السيخ لا يقصون شعرهم مهما طال، بينما يقصر المسلمون الرجال شعرهم كأحد مناسك الحج أو العمرة، ويحلق شعر المولود في يومه السابع، كما يتم قص شعر الشباب في أنحاء العالم بمجرد دخولهم الجيش أو التجنيد.. فما السر الذي يخفيه الشعر يا ترى؟.

الأكثر مشاركة