كيف أجعل أبنائي يقرأون؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب أحد القراء يقول بأن سيدة سألته كيف بإمكانها أن تجعل أطفالها يحبون القراءة؟، فنصحها أن تبدأ بنفسها أولاً، وأن تجعل الكتب متاحة في أرجاء البيت، وأن تقرأ أمامهم، وبالتدريج سيلتقطون هذا السلوك منها، وسيبدأون بالقراءة بعد مدة، ربما لن يفعلوا ذلك جميعهم، وربما سيستغرق الأمر زمناً، لكن ذلك لا يجب أن يجعلها تيأس، فتعديل السلوك أو غرس سلوك جديد في نفس الطفل غالباً ما يحتاج لوقت ولصبر، المهم أن ترفق ذلك بالكثير من المغريات! وأن تكون هي النموذج باستمرار.

إن الطفل في الغالب، وفي عمر معين، يعتبر أن والديه هما النموذج الأول الجدير بالمحاكاة في حياته نتيجة الملازمة والمودة التي تحكم العلاقة بينهم!، أما علماء التربية فيؤكدون أن الطفل يتعلم بالمحاكاة واللعب أكثر مما يستجيب للأوامر والتعليمات!.

ومثل هذه السيدة، سألني رجل فاضل ذات يوم، جاءني يشتكي عدم اهتمام أبنائه بالقراءة رغم حرصه ومحاولاته الدائمة أن يوجههم صوب هذه العادة العظيمة، إلا أنه فشل تماماً، وقد سألني سؤال المرأة ذاته: كيف أجعل أبنائي يحبون الكتب والقراءة؟، وقد فوجئت بأن أبناءه في سن الشباب، فتساءلت كيف يمكن أن ندفع بشباب في مقتبل العمر لم يعتادوا القراءة، إلى التخلي عن مباهج الحياة على كثرتها ليختلوا بالكتب؟.

قال لي الرجل يومها بأنه قد خصص لهم مبالغ مالية كبيرة كمكافأة لمن ينجز قراءة أي كتاب، لكن هذه الطريقة لم تفلح في إغرائهم بالقراءة!، قلت له لأنك أردت تعويدهم على أمر فات أوانه، ولأن القراءة لا تشترى بالمال أبداً، ولأن المال متوافر بين أيديهم دائماً!، إن الأمر يحتاج إلى جهد ومجاهدة، لكنه لن يكون سهلاً أبداً!.

تعويد الطفل على القراءة سلوك يبدأ من الوالدين أولاً، وفي سن مبكرة جداً، وبشكل سلس ومحبب وتدريجي، ثم إن فاقد الشيء لا يعطيه، إضافة إلى أن القراءة توجه وشغف لا يتوافر لجميع الأبناء حتى لو كان والدهم أحد أعظم الكتاب وأشهرهم، لكن تظل المحاولة مطلوبة من جميع الآباء!.

Email