العيد.. بيت الفرح

لا يرتبط العيد في أذهاننا بشيء قدر ارتباطه بتجمع العائلة، ولا يثير في قلوبنا من المشاعر والأحاسيس قدر ما يثير من البهجة والفرح، ربما تجلى ذلك في زمن طفولي بعيد، وربما لا يزال على عهده يحتفظ بنكهاته ومذاقاته طازجة كما هي، لذلك كان وسيبقى طفل الأغنيات الجميل ومعناها الذي لا يتبدل: العيد فرحة.

أمي تقول العيد للأطفال وبالأطفال، وطالما احتفظ الإنسان بقلبه طفلاً فهو جدير بالعيد وبالأيام البهيجة، لماذا هذا التلازم بين العيد والأطفال؟ لأنهم هم الأكثر وضوحاً في صورة الواقع والأحلام والذكريات، هم الذين يقفزون بنا من حدود الصمت والصرامة، لمناطق البهجة والضوء واللون، هم الذين يلتقطون العيدية كعصافير الشجر، وهم الذين يضيئون بيوتنا بالأحاديث، التي بلا معنى، وبالألوان التي تكتنز كل المعاني.

يرتبط العيد بالعائلة، والأبواب المشرعة على النهار والقادمين والزائرين من الأهل والجيران، كما يرتبط بتكبيرات العيد، وبالذاهبين صباحاً في طرقات الحي، يسعون لإقامة سنة صلاة العيد، كما ارتبط وسيظل باللقاءات الدافئة والتجمعات المطمئنة، لكن للحياة مفاجآتها أحياناً، وللكون سننه، ومن سنن الكون أن لا شيء يثبت على حال واحدة!

هذا العام نستقبل العيد وإخوة لنا يتمون مناسك حجهم في أجواء صيف لاهب ندعو الله لهم بالسلامة والعافية، كما أن لنا إخوة في أرض فلسطين مرابطين ثابتين رغم المحنة الكبرى وهم يواجهون همجية إسرائيل وآلة قمعها ونوايا الإبادة، التي تحرك قاذفاتهم وقصاصهم وبطشهم، نسأل الله لهم الثبات والنجاة والفرج القريب.. ولنا إخوة في كل بقاع الأرض نتمنى لهم فرحة تنجيهم من مآسي الحياة وغربتها وأحزانها.

ستمضي الأيام ويمر العيد تلو الآخر بينما تظل عيوننا معلقة إلى السماء ترجو عفو الخالق ورحمته، لأن الأوقات الصعبة لا تمكث في الأرض طويلاً، الوقت الطيب يمر كلمح البصر، والوقت الثقيل يمضي إلى غير رجعة ولكليهما ما يعوضه، فكل يوم وأنتم بخير تتمتعون بصحتكم وضحكات أطفالكم، ودعوات أمهاتكم، كل عيد وأنتم بخير جميعاً تحت سماء وطن وقيادة تتمنى لكم موفور الصحة، وتجتهد ما وسعها الجهد لتكونوا كذلك.

 

الأكثر مشاركة