الإنسان يبحث عن المعنى

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعني مفردة الحياة في اللغة النمو والبقاء واستمرار وجود الإنسان والحيوان والنبات بالروح والجسد والحركة خلال مسيرة زمنية تبدأ بالولادة وتنتهي بالوفاة، ما يعني أن حياتنا محصورة بين قوسين وغالباً مغلقين علينا، أما فلسفياً فالحياة ليست سوى سؤال كبير يدور حول أهمية الوجود، يعبر عنه بصيغ مختلفة مثل: لماذا نحن هنا على هذه الأرض؟ ما الفائدة من وجودنا؟ وإلى متى؟

وخلال مسيرة الإنسانية وحياة الإنسان على الصعيد الفردي، فإن هذه الأسئلة هي أكثر ما طرحه الإنسان على نفسه وعلى الحياة، وتحديداً في سنوات الضياع والقلق والبحث عن المعنى!

وعندما لم يجد الإنسان إجابة محددة أو مقنعة فإنه اتجه للدين والتاريخ ومسيرة الحضارة بحثاً عن إجابات مقنعة لها صفة القوة التي تدفع للاستسلام لمنطقها وقوة حجتها. لقد كان الناس متفقين في غالبيتهم على الدين كمصدر للإجابة عن المعضلات المتعلقة بالغيب والميتافيزيقيا، أما اليوم، فإنهم فقدوا البوصلة، وأصبحت أعداد متزايدة منهم تقف بشكل دائم في مواجهة التخبط والحيرة، دون أن تمتلك دليلاً مقنعاً ولا مرجعية موثوقة يعتد بها!

بالرغم من ذلك، فبإمكان كل منا أن يواصل مشروع (فيكتور إيميل فرانكل) في البحث عن المعنى، أو علاج حيرته بالبحث عن المعنى. على هذا نستطيع القول إن الحياة عامة، وبالرغم من تعقد معناها ومغزاها وبدايتها ونهايتها، فهي الطريقة التي يمضي بها الوقت على الأرض، والذي تم الاتفاق على قياسه بوحدات محددة هي (السنون/ الشهور/ الأيام/ الساعات..).

إن حياتنا هي الوقت الذي عشناه فقط، الوقت الذي تمسكنا به بشراسة باعتباره الحق أو الهبة الإلهية التي وهبها الله لنا، وهي الوقت الذي نتذكره، وسواء كان بفرح أو بألم فذلك لا يهم، بندم أو باعتزاز، أو بأية طريقة كانت، المهم أنه كان وقتنا الذي لم نتركه ينسكب منا كلبن فاسد ونحن ننظر لفقدانه ببلاهة، ولم نتخلص منه كبقايا خرق بالية، بل كنا أهلاً له، وكما نريد ووفق إمكانات لحظتنا، وفي أبسط حالاتنا، وأعقدها وأجملها وحتى أتفهها وأكثرها إثارة للسخرية!

 

Email