الأشياء التي تجلب السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك أمور في الحياة تجعلنا سعداء دائماً كلما مرت ببالنا: إذا فكرنا فيها، وإذا تحدثنا عنها، وبالتأكيد إذا فعلناها، وفي ظني أن هذه الأمور ليست كثيرة جداً، بالقدر الذي نتعثر أو نخطئ في ذكرها أو تذكرها، فأنت تعلم أن ما يمكن أن يسعدك أو يسعد إنساناً في هذه الأيام، بات قليلاً، إذا ما قورن بالأشخاص والأخبار والمفاجآت التي تجلب الضيق أو الحزن أو الملل، إن العالم، على حد تعبير أحدهم، يعج بالمآسي، والبشر، في معظمهم، إما محاطون بالحمقى أو بالمرضى النفسيين والنكديين، مع ذلك، فالحياة لا تخلو من الجمال والسعادة!!

الكتب واحدة من الأمور الجالبة للسعادة بالنسبة للكثيرين، سواء بالحديث عنها، أو البحث في أرفف المكتبات لشرائها، إن ملمس الكتب وتقليبها والنظر إليها، واحد من أسباب سعادة البعض، وأنا أحد هؤلاء. ثم يأتي السفر كثاني المصادر المهمة التي ترفع هرمون السعادة في دماغ الإنسان، وبحسب موقع (الصحة المباشرة)، يعمل هرمون السعادة «الدوبامين» على مناطق معينة من الدماغ، ليمنح الإنسان شعوراً بالمتعة، والرضا، والتحفيز، وهو نفس ما يبعثه فينا السفر.

والسفر اليوم متاح بوسائل كثيرة: أولها أن تحدد وجهتك، وتحزم حقائبك، وتشتري تذكرة سفرك، وتختار رفيق الطريق، وتنطلق، فكل جهات الأرض متع، وأنت الجناح الذي يلهو به السفر، فإن تعذر عليك ذلك، فسافر بعينيك وقلبك، عبر مصاحبة المسافرين في حلهم وترحالهم على مواقع التواصل، حيث تحوّل الجميع إلى رحالة ومحبي أسفار، وظهرت على خريطة السياحة واهتمامات البشر مناطق وبلدان لم يسمع بها سابقاً، فتفرّج، وتمنَّ، واقذف حلمك في قلب الغيب، علَّ سفرك يكون على طرف أمنية أو على مرمى نظرة!

الحديث عن الحب، عبر الرومانسيات الكلاسيكية، كقصائد المعلقات والأشعار الحديثة، والأفلام القديمة وأساطير الحب، هذا حديث آخر مما افتقده البشر، وسط مآسي الحروب والصراعات والأزمات الاقتصادية ومشاكل المناخ و... إلخ، لكن أحاديث وسرديات الحب لا تحتاج إلا لحالة من الطمأنينة والأمان، ليفتح الإنسان ديوان شعر يقرأ فيه:

أنا عنك ما كلمتهم.. لكنهم

قرأوك في حبري وفي أوراقي

للحب رائحة.. وليس بوسعها

أن لا تفوح... مزارع الدراق!

Email