لماذا يحدث الانفصال؟1-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطرح البعض هذا السؤال دائماً: لماذا تنتهي علاقات الحب تلك النهايات الباهتة التي لا تتسق مع حجم العاطفة الذي ساد تلك العلاقات؟

وباختصار لماذا لا تدوم العلاقات؟! لماذا يبدو للبعض أن الأزواج ينهون زيجاتهم بسهولة ولأسباب تبدو من الخارج تافهة وغير مقبولة أو غير منطقية؟ ولننتبه إلى أن جبل الجليد الذي أغرق سفينة التايتانيك العملاقة لم يظهر إلا رأسه في النهاية، أما امتداده الهائل الذي تسبب في الكارثة فبقي غير مرئي تحت الماء!

يبدو عدم الاتفاق في أنماط التفكير بين الأزواج إلى درجة التضاد والتنافر أحد أهم أسباب عدم الاستمرار في العلاقات الزوجية وحتى العاطفية، فالحياة تحت سقف واحد ومواجهة حقائق الأمر الواقع في متطلبات الحياة والبيت والزوج و... إلخ، أمور مختلفة نهائياً عن رومانسيات الحب وأحاديث التليفونات وكلمات الأغاني، الحياة الواقعية بكل تحدياتها تخلق واقعاً مغايراً أمام الزوجين.

حيث تضعهما على محكات تجارب عنيفة أحياناً وقاسية أحياناً أخرى، وتتطلب الكثير من التضحية والحكمة وعدم الأنانية، وهذا كله يعود لنمط التربية والتفكير الذي تلقاه كل من الرجل والمرأة في أسرته!

إن اختلاف الطباع والأخلاق والسلوكيات لا يقل تأثيراً عن اختلاط أنماط التفكير، فالرجل الأناني لا يمكنه أن يتنازل في أي موقف من أجل أن تمر الأزمة ويعبر الاثنان العاصفة بسلام، وتظل أنانيته تثور في كل موقف وتبدو نرجسيته المتفاقمة أخطر من جبل الجليد في تحطيم أجمل العواطف، كذلك الرجل الذي لم يعتد ولا يريد اعتياد تحمل المسؤولية، كيف يمكنه أن يبني أسرة أول متطلباتها تحمل المسؤولية؟

أما الرجل البخيل فشخص لا تظهر خساسة تصرفاته أيام الحب والغرام وكلمات الأغنيات، لكن الواقع المعيشي ومتطلبات الأسرة والزوجة هي ما تكشفه ومنذ الأيام الأولى وهي ما تجعل الحياة معه مستحيلة، ولذلك فهذا الشخص كفيل بإنهاء أي زواج!

الزوجة التي تظل تدور في فلك والدتها وأخواتها وكأنها لم تقطع الحبل السري بها، بينما الزواج حياة جديدة لا علاقة لها بتلك الحياة الجنينية التي كانت تعيشها، ثم تأتي التدخلات من هنا وهناك لتعمل على تسريع وتيرة الخلافات والذهاب للانفصال.

Email