كلام مدارس!

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الأسبوع الأول من عودة الطلاب والمعلمين للمدارس والجامعات استمعت إلى عشرات القصص والحكايات التي أعادت لي أصوات الفصول المدرسية وقاعات الدراسة الجامعية التي توارت في الذاكرة لسنين طويلة، منذ غادرت جامعة الإمارات لآخر مرة متخرجة من كلية العلوم السياسية، وبعدها غادرت آخر مدرسة عملت فيها مع نهاية عقد التسعينيات، تلك الأيام التي تُتداول بين الناس وتعدو بهم بجنون لا نقطة تنتهي أو تتوقف عندها.

وأنا أستمع للقصص والمواقف، قلت «لم يتغير شيء على الإطلاق» الطلاب يتصرفون بذات الطريقة، المراهقة تفرض سطوتها وعنفوانها وإحراجاتها، ليس على المعلمين فقط، ولكن على المراهقين والمراهقات ما يدفعهم لسلوكيات ما يزال المعلمون يقفون عاجزين أمامها، وسؤالهم الذي كان ذات سؤالنا: ماذا نفعل معهم؟ كيف نتصرف؟ ما الحل؟ فهل هناك حل يغير الأحوال المعقدة للطلاب والطالبات والتي عجز المربون عن التعامل معها لحال يرضون عنه؟ للأسف كل الطرق لا تؤدي إلى روما دائماً، إذا اعتبرنا أن رضا المعلمين هو روما!

المعلم في الفصل مطالب بأكثر من طاقته، مطالب بأن يعلّم ويربي ويوجه ويغير السلوك ويراعي الفروق الفردية بين طلابه، ويواجه أولياء الأمور وإدارة المدرسة ليبرر لهم في حالة فشل الطلاب، أسباب الإخفاقات والفشل، في الوقت الذي يلقي فيه الوالدان المسؤولية كاملة عليه وعلى المدرسة، فهو يقضي جل وقته هناك، وبالتالي فطالما أعطيك ابني طيلة النهار فأنا أطالبك بأن تعطيني إياه طالباً متعلماً وناجحاً كذلك!

الآباء لا يقبلون بفشل أبنائهم، ولا يعترفون بتقصيرهم، ولا يقفون (غالباً) في صف المعلم، أبناؤهم دائماً (يذاكرون ويفعلون كل ما عليهم)! هذه الجملة في حد ذاتها جملة اتهامية واضحة لا تقبل التأويل لصالح المعلم بل ضده، في الوقت الذي يمارس فيه أبناؤهم تصرفات قد لا يتخيلونها، قد يقلدون الأفلام، أو يبحثون عن أدوار يفتقدونها، أو يلفتون الانتباه، أو يعبرون عن سخطهم، أو ينفسون عن ضغوطات المراهقة وفوراناتها.. لكن تعاون البيت مع المعلم يبدأ بالاعتراف بوضع الأبناء لا بالدفاع عنهم، فهذا موقف لا يبني حلولاً حقيقية ولا يعبر عن حب صحيح!

 

Email