الاستراتيجية الحقيقية التي ينبغي أن ننفذها ونؤمن بجدواها، أن نشجع أبناء الوطن خلال أوقات الفراغ على ممارسة الرياضة، سواء كان ذلك في الأندية، أو في القطاعات الحكومية، مع الحرص والتأكيد على أن تظل هذه الاستراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير مجالس الإدارات، مهما كانت الظروف.
نحن نتطلع لاستراتيجية حقيقية، تستوعب أبناء الوطن في مختلف الرياضات، كل حسب موهبته وإمكاناته وقدراته، وفي هذا الصدد، فقد أسعدنا حديث غانم الهاجري مدير عام الهيئة، بخصوص تصورات الهيئة لمستقبل الرياضة الإماراتية، حيث أكد أن ثمة مفاجآت قريبة، وهو ما جعلنا نتفاءل بالمستقبل، وأقولها بصراحة، وباختصار، يجب أن يمارس الرياضة جميع أبناء الوطن الراغبين وأصحاب المواهب، أسوة بالقطاعات الأخرى في التعليم والصحة، لأن الرياضة جزء مهم وأساسي في حياة الشعوب والأمم، لكن ما نراه اليوم، للأسف الشديد، عكس ذلك، حيث تتغير الاستراتيجيات والخطط والهياكل، مع أي تغيير في قيادات المؤسسة المعنية، وهذا إهدار للوقت والجهد والمال. هناك استراتيجيات صرفنا عليها الملايين، ولم تحقق الأهداف، بل لم تستمر، للأسف، لأن من يأتي ينسف ما قام به سلفه، ويقوم بتغيير جذري في الخطط، وما تم التوافق عليه، وهذه واحدة من المعضلات التي ظلت تواجه الرياضة الإماراتية.
يجب أن نمنح الرياضة أهمية، وأن نعيد لها حيويتها ووجودها القوي، بإعادة كل الأنشطة التي ألغيت أو جمدت بسبب كرة القدم، ففي بداية الثمانينيات، كانت هناك لجنة تختار أفضل 10 رياضيين على مستوى الدولة، عبر معايير وأسس ومقاييس دقيقة، كما كان هناك لدى المجلس الأعلى للشباب والرياضة درع التفوق العام للأندية، التي تعتبر القاعدة الحقيقية للرياضة، إذ تقدم لها مكافآت ودروعاً للفوز بأكبر قدر ممكن من البطولات.
فأين اختفت هذه الأفكار الذهبية، ذات المعاني الكبيرة والهادفة؟ ولماذا لا نركز الآن على عودة كل الأنشطة، لأنه لا يعقل أن يكون هناك اتحاد لديه خمسة فرق، واتحاد آخر يعاني، وثالث أصابه الإحباط، ورابع يفكر في التجميد. لقد حان الأوان لتهيئة أجواء طيبة وصحية لأبناء الوطن لممارسة الرياضة. ما يحدث اليوم في الساحة الرياضية، أمر مؤسف وخطير، وأتحدث عن هجر اللاعبين للأندية والرياضة. لهذا، يجب إعادة النظر في ما يحدث، فنحن في مرحلة تتطلب أن نكون أو لا نكون رياضياً، ولدينا وزارة للرياضة، لها صلاحياتها واستقلاليتها، لتتخذ ما تراه مناسباً، فأرجوكم انظروا إلى المصلحة العامة، بتبنّي استراتيجية واضحة وواحدة، من أجل أبناء الوطن، فهم الأساس، والذين نعتمد عليهم اليوم وغداً ومستقبلاً، والله من القصد.