لا أدري لماذا تذكرت المعلق الرياضي الكويتي المخضرم خالد الحربان قبل انطلاقة خليجي 26 بالكويت بعد أيام، فهو مدرسة في التعليق، وأثر في مسيرة الإعلام الخليجي، منذ الستينيات، وتخرج على يديه العديد من الإعلاميين الرياضيين، من بينهم «العبدلله»، حيث تعلمت منه الكثير عبر استماعي إليه في راديو الكويت خلال إقامة دورة الخليج الثانية بالرياض عام 1972.. وهو من أبرز الرياضيين الذين ارتبط اسمهم بالدورات الخليجية من خلال مواكبته مسيرة هذه الدورات، كما شارك مع الكرة الكويتية من خلال الأنشطة الإدارية والإشرافية، سواء على مستوى نادي العربي أم الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ويمكن اعتبار انطلاقته الأولى في عام 1968، وكان عمر العبدلله حينها تسع سنوات، وذلك في المباراة التي جمعت بين النادي العربي، والإسماعيلي المصري، واشتهر وذاع صيته، بعد أن علق على مباريات كأس العالم في إسبانيا والأولمبياد في موسكو.
كما أن صوت الحربان يذكرني بأمجاد الجيل الذهبي العصر الذهبي للأزرق، وما حققه منتخب الكويت في حقبتي السبعينيات والثمانينيات، وحصده جميع البطولات الخليجية والآسيوية، والتحليق في سماء العالمية بالوصول لمونديال إسبانيا 1982 كونه أول منتخب خليجي وعربي في آسيا، واستطاع الحربان بعفويته أن يكسب محبة الناس، خلال مسيرة تجاوزت الـ 50 عاماً، معلقاً موهوباً، له مكانة خاصة في قلبي. بدأ التعليق رسمياً في كأس الخليج الأولى عام 1970 بالمنامة.. وسبقه في التعليق عبدالعزيز الخطيب، وتزامل مع جاسم مجلي، الذي كان حكماً سابقاً، واستفاد من خبرات المعلق المصري الكبير محمد لطيف، وخلال وجوده في المدرسة تنبأ مدرس مصري بأنه سيصبح معلقاً رياضياً في المستقبل.
فالحربان صاحب دور كبير في تاريخ الرياضة الخليجية والعربية، كان يعلق على المباريات بالخارج وجميع أفراد أسرته يستمعون لصوته في الإذاعة (الراديو) عند جدته، والطريف كانت جدته تقوم بـ«تقصير» صوت الراديو حتى لا ينبح صوت حفيدها، ويصاب بالتعب، وأيضا كانت جدتي، رحمها الله، تشجعني وتعرف معظم زملائي في المهنة، بل كانوا يزورون جدتي في البيت! فمن الصعوبة أن ننساه، فدورات الخليج تبقى لمعلقي الخليج ولأبنائها!! والله من وراء القصد.