المدرس البحريني .. شكراً

نعود للتواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.

تعجبني في الرياضة البحرينية العريقة أنها لا تنسى القدامى، وهذه السياسة الجميلة يتبعها الأحبة منذ زمن وأصبحت عادة طيبة تذكرها الناس في البحرين وخارجها لأنه عمل إنساني في المقام الأول هو البعد الاجتماعي، خاصة بين أفراد الأسرة الرياضية، والبحرين لها تاريخها الحافل، وهي رائدة في هذا المجال، علماً وثقافة وتربية ورياضة منذ عشرات السنين، ولكن للأسف بدأت تندثر العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمعات الخليجية بسبب ظروف الحياة اليومية وعصر العولمة والتغييرات التي رافقت مسيرة التمدن والتحديث في المنطقة، إلا أن أهل البحرين يبقون أوفياء، فهم لايزالون يحافظون على هذه العادة الحسنة وهذا الموروث الرائع.

وهي واحدة من أبرز التجارب الإنسانية الرائعة، وفي مناسبة رمضانية جميلة نلتقي مع قيادات الرياضة في أمسية غالية علينا وأصبحت عادة طيبة يذكرها الناس فأهل البحرين يبقون أوفياء، ظاهرة تسجل للرياضة البحرينية لأنها تجمع عدداً من قدامى اللاعبين والمنتسبين، وهي من الأشياء الجميلة التي أتابعها سنوياً وفخور بما يقدمه رجالات البحرين للرعيل الأول، فلهم التحية.

من الوفاء ذكر المدرسين الأوائل من أبناء البحرين الذين جاءوا إلى الإمارات وساهموا في وضع اللبنة الأولى في مجالات التربية والتعليم والتدريس والإعلام والرياضة، بل إنهم ساهموا في تشكيل بعض الأندية. حان الوقت لنقول للجميع شكراً، وعبر هذه الصفحة التوثيقية نتذكر عددا من أبناء الإمارات أيام الدراسة في العين، حيث كوّنوا فريق كرة قدم مع أبناء الفريج بمساعدة مجموعة من المُدرسين البحرينيين، وبعض الإخوة المواطنين الذين كانوا يدرسون في المملكة العربية السعودية وقطر، عقب عودتهم بعد أن تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1968. وساهم عدد من أبناء البحرين في فوز فريق الخالدية ببطولة كأس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عام 71.

كان الشباب يساهمون مع بعضهم بجمع اشتراكات نقدية لشراء الملابس الرياضية والكرات التي كانوا يشترونها من دبي، وكان المدرسون البحرينيين أيضاً يحضرون بعض المعدات الرياضية من البحرين عقب عودتهم من الإجازات. ولم تكن تلك المعدات خاصة القمصان (الفنايل) من النوعيات الجيدة.

في العام 1968 اجتمعت مجموعة من شباب مدينة العين واتفقوا على تكوين فريق كرة قدم. في تلك الفترة كان هناك نشاط كروي بين فرق الجاليات، كما كانت بلدية العين تنظم العديد من المنافسات الرياضية.