أيام المؤسس (18)

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

 

 

مواقف كثيرة تظل خالدة في الذاكرة ارتبط بها اسم حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في كل مناحي الحياة في الإمارات وغيرها من الدول، فقد عٌرف دوماً بحكمته ورؤاه الثاقبة، وإن كانت تلك المواقف تشهد بما قدمه «زايد الخير» في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، فإن المجال الرياضي هو الآخر يذخر بحكمته كقائد أنار الطريق للرياضة الإماراتية بدعمه اللا محدود وتوجيهاته في التغلب على الصعاب، فالرياضة في عهده شهدت نقلات نوعية ونقاط تحول كثيرة، ليس في الإمارات وحدها، بل في الوطن العربي الممتد قناعة منه بدور الشباب المهم في الحياة الاجتماعية وترسيخاً للأخلاق الرياضة العالية.

ففي عهده تحولت رياضة الإمارات في وقت وجيز للمنافسة في أكبر الأحداث العالمية وأصبح للإمارات مكانتها واسمها المرموق الذي يناسب الحكمة التي تدار بها الدولة، التطور والنقلة النوعية لم ينحصر فقط في التنافس داخل الملاعب، بل هي نقلة نوعية أسس فيها الشيخ زايد بن سلطان، للبنى التحتية وتشييد المنشآت الضخمة، ولعل مدينة الشيخ زايد الرياضة إلا واحدة من تلك المنشآت فقد افتتحها، طيب الله ثراه، مع حدث رياضي خليجي كبير وهي الدورة السادسة عام 82، وانعكس ذلك الاهتمام المبكر للشيخ زايد بالرياضة على الأجيال اللاحقة ففي وقت وجيز كانت الإمارات ثاني منتخب خليجي يصل إلى كبرى بطولات كرة القدم في العالم «مونديال 90 في إيطاليا»، بعد منتخب الكويت الشقيق عام 82 بأسبانيا.

زايد يتوسط بعثة المنتخب التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 90 | أرشيفية

 

حكمة ودعم

حكمة القائد ومساندته ودعمه للرياضيين، شملت كل الوطن العربي الكبير، ففي عهده كانت الدورات العربية ملحمة من ملاحم الوحدة العربية وترجمة صادقة للقومية العربية، فما تأتي دورة عربية، الا ويكون الشيخ زايد مبادراً في توفير كل ما يوفر لها النجاح فكراً ودعماً وتشجيعاً.

كثيرة تلك المواقف التي ربطت الشيخ زايد بن سلطان بالرياضة عموماً وفي دولة الإمارات على وجه التحديد، فتاريخ الرياضة سجل بأحرف من نور كيف نهض الشيخ زايد بالرياضة الإماراتية وأوجد لها مكاناً عالمياً سواء في المستوى الفني أو تنظيم واستضافة كبرى الفعاليات، وكانت تلك النهضة الرياضية بذرة انطلقت منها الإمارات لآفاق أرحب.

لاعبو المنتخب يقدمون الولاء والحب للقائد المؤسس | أرشيفية

 

نقطة تحول

جاء حضور الوالد المؤسس لحفل افتتاح دورة الخليج العربي السادسة لكرة القدم عام 82 واستقباله لرؤساء الوفود الخليجية بالدورة، إلى جانب رعايته تتويج أبطال الدورة في ستاد مدينة زايد الرياضية واحدة من أبرز المحطات في تغيير الصورة لرؤيتنا الرياضية، ونتذكر ماذا قاله المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعد استقبال المنتخب الوطني في مدينة العين بعد التأهل التاريخي للمونديال، حيث قرر تخصيص مبلغ نصف مليون درهم لبناء مسكن لكل لاعب من لاعبي المنتخب، بالإضافة إلى مكافآت أخرى لأعضاء الجهازين الإداري والفني، وكل من أسهم في تحقيق إنجاز الوصل إلى نهائيات كأس العالم عام 90 بإيطاليا.

منتخبنا تألق في سنغافورة | أرشيفية

 

 

خليل غانم وحسين غلوم خلال مباريات المنتخب بالمونديال | أرشيفية

 

ثروة حقيقية

مع قيام الدولة حرص فقيد الوطن الغالي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الاهتمام بالإنسان، حيث كان يعتبره الثروة الحقيقية لهذا الوطن، ومن أبرز أقواله «إن أثمن ثروة لهذا البلد هو الإنسان الذي يجب أن نعتني به ونوفر له الرعاية فلا فائدة للمال من دونه»، ومن هذا المبدأ والمنهج سارت الدولة على الثوابت والأسس التي وضعها زايد وكانت نبراساً لبناء الإنسان الإماراتي، فالهدف بناء جيل يتحمل مسؤولياته ويواصل مسيرة التقدم، فالقائد أعطى الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل المجالات، وفي جميع الأماكن بالدولة، لأن الإنسان أساس التنمية.

كما ركز زعيمنا الراحل على ضرورة العلم وممارسة الرياضة حسب قدرات ومواهب أبناء الوطن بل شجع أبناء الإمارات على مواصلة التعليم لأنه ضمن الأولويات إيجاد المواطن السليم المتعلم باعتباره أثمن ثروة في الوجود.