أيام المؤسس (22)

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

 

يعد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، طيب الله ثراه، بمثابة الذراع اليمنى للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، فنجاحاته في المجالين الشبابي والرياضي أكبر من أن تحصى، مستعيناً في ذلك بالتوصيات والتوجيهات السديدة للمؤسس، طيب الله ثراه، التي أرست معالم الرياضة في دولتنا وأسست لها إلى وقتنا الراهن، ولعبت دوراً بارزاً في القفزات التي حققتها الرياضة الإماراتية، ما جعل الشيخ الراحل مبارك بن محمد آل نهيان، يمضي عليها خطوة بخطوة فقدم نقلة نوعية للرياضة التي وصلت إلى أعلى المستويات على الصعد كافة، محققة الإنجاز تلو الآخر من خلال تبوؤ العديد من المنظمات الدولية والقارية وحققت الكرة الإماراتية في عهده قفزة هائلة كونه أول من تولى رئاسة مجلس إدارة اتحاد الكرة وساهم بتأسيس الاتحاد رسميا على مستوى الدولة، في تحويل أرض الإمارات إلى عاصمة للصداقة والسلام وأصبح مجلسه العامر مكانا بارزا لكل ضيوف الإمارات بفضل التوجهات السديدة التي أرسى معالمها الأساسية الشيخ الراحل.

القائد المؤسس يقدم كأس زايد عام 71 لفريق الخالدية بحضور حمدان ومبارك بن محمد ومحمد الكندي وحمد بو قطعة، رحمهم الله

 

مسيرة زاخرة

ساهم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان في مسيرة العمل الوطني العام بالدولة عبر تقلده العديد من المناصب، حيث يعد من مؤسسي شرطة أبوظبي ومن الذين أسهموا في بنائها وتطويرها وكانت فرق الشرطة آنذاك تلعب دورا في نشر ثقافة الرياضة عبر الاتحاد الرياضي العام، والتي مرت بمراحل تاريخية طوال أكثر من خمسين عاما منذ تأسيسها عام 1957، بتوجيه من حكيم العرب وتضمن ذلك استحداث الحياة الرياضية والتنافس بين فرق مديريات الأمن في أبوظبي، واستضافة بعض الفرق المحلية والأجنبية.

وقطفت الرياضة في دولتنا ثمار جهوده العظيمة لتطوير مهارات الشرطة وقدراتها الرياضية، وقام بتشكيل لجان تهتم بالقطاع الرياضي والتي أسهمت بدورها في تنظيم وتطوير أجهزة الشرطة والأمن العام في إمارة أبوظبي، داعياً إلى تحسين وتقديم مزايا أفراد الشرطة حيث كانت الشرطة مقراً للفرق التي كان لها حضورها في الساحة حيث تستقبل فرق دبي والشارقة للعب في مباريات ودية بينها.

زايد يشهد نهائي الكأس بين فريق الخالدية والبطين ويظهر في الصورة أحمد بن حامد وأحمد خليفة السويدي وحمدان ومبارك بن محمد

 

قبل أن يشهر اتحاد كرة القدم في الدولة بصورة رسمية عام 1971، وجهت الدعوة إلى عدد من الأندية لتأسيس الاتحاد الذي بدأ في أبوظبي أواخر الستينات حيث تولى المغفور له بإذن الله تعالى مبارك بن محمد آل نهيان منصب الرئيس، وضم المجلس في عضويته كلا من:«حسن موسى القمزي، وعبد الله بن شيبان، وعبد اللطيف موسى، وحمد بوقطعة، ورحمة الزعابي، وخلفان علي، وتولى مراد رفعت منصب السكرتير الفني»، حتى تم إشهار الاتحاد رسمياً عام 1971 ليشغل الفقيد الراحل منصب أول رئيس لاتحاد كرة القدم، ووقع الاختيار على دائرة الخدمات الاجتماعية في أبوظبي لتكون مقراً للاتحاد الجديد حيث أسسته وأشرفت على نشاطه وعلى تمويل الأندية المشتركة في النشاط حينذاك، وضم من موظفي الدائرة عبد الله بن شيبان وعبد اللطيف الموسى وبوقطعة سكرتير مكتب الشيخ مبارك بن محمد في ذاك الوقت، وفي تلك الفترة كانت الحياة الرياضية نابضة بالتنافس القوي بين فرق: «الخالدية والبطين والاتحاد والأهلي والشرطة والفلاح والعين» بإقامة مباريات بينها تتسم بالتحدي والإثارة.

زايد ومبارك بن محمد شاركا المواطنين أفراحهم

 

لقاء

لعب معالي الشيخ مبارك دوراً في إشعال هذا التحدي الذي أسهم في تطور رياضتنا من خلال تنظيم لقاء التحدي بتصميم كأس ضخم يتنافس عليه فريقان أو أكثر والتنافس القوي وقتها دائماً ما يكون بين فريقي الأهلي والشرطة، ومع قيام اتحاد أبوظبي أصبح هناك تنافس شبه منظم يضم جميع الأندية التي كانت معروفة في تلك الفترة وعددها 7 أندية في أبوظبي تلعب فيما بينها (دوري أبوظبي)، وهي: الخالدية، الأهلي (الوحدة حالياً)، الاتحاد، الوحدة (سابقاً) الذي كان يتبع لمنطقة زعاب ونادي الشرطة، وناديي العين والتضامن من العين.

المغفور له مبارك بن محمد أول رئيس لاتحاد كرة القدم وأمامه الكأس التي أقيمت عليها المباراة

 

واندمج فريقا العين وعمان وأصبحا فريق العين وذلك عام 1968، وفريقا الوحدة والاتحاد ليصبحا فريق أبوظبي، ثم اندمج الإمارات وأبوظبي وكونا الوحدة الحالي، والبطين والخالدية وأصبحا الجزيرة، وقام اتحاد أبوظبي لكرة القدم بتنظيم أول كأس باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ولعب في نهائي البطولة فريقا الخالدية «الجزيرة» حالياً، والأهلي«الوحدة» حاليا والتي انتهت لصالح الخالدية حيث توج باللقب.