الإعلامي الكبير منصور الخضيري الرجل الذي اعتز به وبآرائه كونه إعلامياً من الطراز النادر، تعرفت عليه عن قرب في أول لقاء جمعنا في عضوية اللجنة الإعلامية للاتحاد الخليجي للسباحة قبل 40 سنة تقريباً، التي عقدت بباخرة على شواطئ الكويت باستضافة الأشقاء هناك، وبحضور لفيف من القيادات الرياضية منهم المرحوم الفريق عبد الحميد حجي رئيس الاتحاد الكويتي للسباحة محافظ الفروانية حينها، وضمت اللجنة المرحوم فيصل القناعي أحد الأسماء الكبيرة التي رحلت عنا، ومنذ ذلك التاريخ والعبد لله يتواصل مع الخضيري الذي كان الرجل الأمين الذي أحبه الأمير الراحل فيصل بن فهد آل سعود، طيّب الله ثراه، وشقيقه الأمير سلطان بن فهد آل سعود، فكان سنداً وعوناً لنا في كل المهام التي عملنا فيها، كنا نتعامل مع قمم من الهرم الإداري، وإذا حدث أي خطأ كان التصويب يأتي بحكمة وهدوء، ونصيحة تصدر بكل ود من هذه القيادات الرياضية التي لن تتكرر، فكثيراً ما واجهتنا بعض الصعاب التي حلها «منصور» بأسلوبه المتميز في التعامل مع المسؤولين، وقبل يومين غرّد الخضيري مدوناً عن حال دورة الخليج العربي لكرة القدم - كأنه يقرأ أفكاري، فنحن في زمن وجيل واحد وإن كان بوعبد العزيز يكبرني بسنوات - حيث كتب وأتوقف عندها «مسكينة دورة الخليج»!

أصبحت دورة هامشية بعد أن كانت ملء السمع والبصر! واليوم لم تعد كما كانت، أصبحت تطاردها الأزمات والمشكلات، ولم تعد لها فائدة، هكذا يفكر بعض من جيل اليوم، فهم لا يعرفون قيمتها، وهي التي قدمت وخرّجت الحكم والإداري والنجم والإعلامي وحتى وزراء ورؤساء الاتحادات جاءوا من ملاعب كأس الخليج، آخرهم النجم العراقي عدنان درجال والذي شارك بخمس دورات خليجية كلاعب وأصبح وزير الرياضة، وقبل أيام فاز بمنصب رئاسة اتحاد الكرة، وقد شارك بالأمس مع رؤساء الاتحادات الخليجية الذين أعلنوا عن تأجيل بطولة خليجي 25 المقررة في البصرة إلى يناير 2023، مع الاحتفاظ بحق العراق في استضافة البطولة، والتأجيل جاء لاستكمال المتطلبات الضرورية مع استمرار اللجان التفتيشية بزيارة البصرة للاطلاع على المنشآت الحيوية، وإن كنا نتمنى أن تقام في عروس العراق البصرة، إلا أن الكويت أصبحت جاهزة الآن، فأرجو أن نضع الأولوية لمن لديه الأولوية. فقد مضى زمن الالتزام بالدور في استضافة البطولة والتمسك بالعاطفة. والله من وراء القصد.