ليس أفضل وأهم وأجمل وأسعد من هذه الصفحات التوثيقية بعنوان «وطن من ذهب» لمسيرة الكرة الإماراتية بالتزامن مع عيد الاتحاد الخمسين لدولتنا، لنبين مدى أهمية الرياضة عامة والكرة خصوصاً، وما حظيت به من دعم القيادة الرشيدة التي تقود الإمارات إلى المستقبل بخطى واثقة بفضل سياستها الحكيمة، التي أوصلت هذا الوطن المعطاء إلى مصاف الدول الكبرى في العالم.
تبذل الحكومة جهوداً طيبة في دعم الحركة الرياضية عبر تأسيس الهيئات الرياضية التي تجاوز عددها الخمسين من خلال توفير كل المستلزمات الخاصة لها، وأصبحت بلادنا من الدول المتقدمة في مجال رعاية الشباب والرياضيين، بعد أن وفرت القيادة الرشيدة كل المعينات، لإيمانها بأهمية عنصر الشباب، لأنه يمثل الثروة الحقيقية في بناء الوطن ومستقبله، ومن منطلق أهمية المراجع الرياضية، ولأن تاريخنا الرياضي يستوجب حفظه وتذكير الأجيال به نفرد هذه المساحات.
تمتلك دولة الإمارات معيناً لا ينضب من القادة الأفذاذ الذين قهروا بالصبر والجلد قسوة الصحراء والرمال وندرة الماء، ورسموا بالحكمة والأمل ملامح الاتحاد، وخططوا بالفكر والطموح للبناء دون كلل أو ملل.. فكانت الدولة الفتية وأرض الخير.. التي تنعم بالعيش الرغد والأمن والسلام.
والصفحات التي سنتناولها عبر «البيان الرياضي» ما هي إلا صورة لعمق العلاقة التي تجمعنا كأسرة واحدة، والتي فتحت لنا أبواب الخير للوطن في كل المجالات، على مستوى الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، فنحن محظوظون بدعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
فما نراه ونعيشه في دولة الإمارات من علاقة بين القيادة الرشيدة والشعب في مختلف المجالات، أمر مختلف بكل المقاييس عن أي مكان آخر في العالم، وأخص هنا الجانب الرياضي المتمثل في كرة القدم.. حيث العلاقة عميقة جداً، وهو ما ألهمني فكرة تبني طرح هذا العمل الصحافي التوثيقي الوطني المهم تحت عنوان «وطن من ذهب» مع خمسينية الدولة.
50
فعلى مدى 50 عاماً تحملت القيادة الرشيدة الصعاب ونحتت في الصخر، وشيّدت الصروح في كل مجالات الحياة، ولإدراك هؤلاء القادة العظام أهمية ودور الرياضة في حياة الشعوب وتأثيرها الجم في بناء الإنسان وتكوين شخصيته والارتقاء بفكره.. شيّدوا المرافق والمنشآت في كل حدب وصوب وقدموا الغالي والنفيس من أجل أبناء الوطن، ووسّعوا الآفاق أمام شبابنا لممارسة الرياضة، لهذا وإحقاقاً للحق، ورد الفضل لأصحابه في مناسبة تاريخية وعزيزة، كان لابد من هذا العمل التوثيقي الذي أحاول مجتهداً أن أعدد من خلاله أفضال القيادة الرشيدة على الرياضة والرياضيين، ليكون سجلاً وشاهداً من شواهد التاريخ على العصر في إطلالة لها خصوصيتها، خصوصاً والمناسبة غالية على مستوى الوطن نقوم عبر «البيان» بتذكر جيل اليوم، حيث تحرص «البيان» كعادتها بنشر صفحات تاريخية تخص الوطن، هدفنا هو الحفاظ على تراثنا الرياضي، ونأمل أن يحقق الهدف الذي ننشده في المحافظة على التاريخ حتى لا نفقده.
تضحية
رجالات الوطن كانوا نموذجاً صادقاً للتضحية في العطاء الاجتماعي، ومثالاً للوطنية ونبذ كل ما هو دخيل على المجتمع ومنافٍ للإسلام والعادات الاجتماعية، كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، حاجتهم الشخصية كانت تأتي في المرتبة الثانية، لإيمانهم الصادق بأن المواطنة الحقة هي في تفضيل حاجات الوطن والمجتمع على حاجاتهم الخاصة، كلٌ خدم في موقعه بإخلاص، لشعورهم بأنهم أمام مسؤولية وطنية تستدعي منهم البذل والعطاء من أجل الوطن، لكل هؤلاء الرجال والقادة الشجعان نقدم هذه الصفحات الخاصة المليئة بالتفاصيل عن مسيرة الرياضة، مسيرة القادة الذين عاهدوا أنفسهم على خدمة الأمة بدءاً من شبابها، وذلك من منطلق إيماننا بأهمية التوثيق في الحفاظ على الماضي والتاريخ.
نخصص هذه الصفحات لتحكي قصة النجاح والتجربة الجميلة والفريدة من نوعها، لكي تكون نبراساً ودرساً للأجيال القادمة، فقادتنا رياضيون بمعنى الكلمة، والرياضة اليوم أصبحت محطة أساسية في حياة المجتمع.. فتعالوا نتابع بعضاً من مسيرة قادتنا في المجال الرياضي حتى وصلنا لما وصلنا إليه اليوم من عز وتطور بفضل من الله ثم القادة.. فقد جاء اليوم الذي كان حتماً علينا أن نوفي فيه حقهم ونرد لهم فيه الجميل.
فخر
ومن خلال هذه الصفحات نستعرض مسيرة القيادة الرشيدة ودورها في تطوير كرة القدم من البدايات إلى ما وصلت إليه اليوم، نفخر ونعتز ونتشرف بهم، نقف بفخر أمام سيرتهم الذاتية العطرة الزاخرة والحافلة بالإنجازات، والتي كانت شاهدة على ما بذلوه من جهد وعطاء وتضحيات.. قدموا فيها الغالي والنفيس، وضربوا أروع الأمثلة في خدمة وطنهم، بفضل سعيهم الدؤوب من أجل رسم مستقبل منير مشرق لبلادهم في مختلف مناحي الحياة.
نجاح
إحقاقاً للحق، ورد الفضل لأهله، كان لابد ونحن نجتهد في تناول ما سنقدمه في هذا العمل الصحافي، أن نعدد أفضال قادتنا السياسيين على الرياضة وعلى الرياضيين، وأن يكون شاهداً على العصر، ليكون سجلاً، وشاهداً تاريخياً على كوكبة صدقت ما عاهدت الله عليه في خدمة وطنها ومجتمعها، يدفعنا شعور الواجب ورسالة المواطن نحو وطنه، فقادة الإمارات الحبيبة خدموا وطنهم بكل تفانٍ وإخلاص،، ونخصص صفحات «وطن من ذهب» لتحكي قصة النجاح والتجربة الفريدة لـ «دولة الاتحاد» بالتزامن مع هذه الذكرى الخالدة، بعد أن حققت الرياضة في عهد الاتحاد، الكثير من القفزات، وارتفع علم بلادنا عالياً خفاقاً في كل المحافل الشبابية والرياضية، ما رفع كثيراً من أسهمنا، حتى أصبح اسم «الإمارات» مميزاً بين الدول المتقدمة حضارياً في العالم، الأمر الذي حقق لشبابنا الثبات والاستقرار وإبراز قدراتهم وإمكاناتهم التي صقلوها بما وفرته لهم الدولة.
عهد
لقد حقق أبناؤنا العديد من الإنجازات والنجاحات التي يفتخر بها الوطن، واليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة، نعاهد أنفسنا جميعاً، بأن نؤدي الرسالة الموكلة إلينا بكل أمانة، وأن نجسد أهدافها بالصورة الصحيحة التي تؤكد مكانة واحترام الإمارات دولياً، وأن نسعى جاهدين لتحقيق هذه الأهداف من خلال الرياضة، التي أصبحت اليوم تشكل منعطفاً مهماً في حياة الشعوب والأمم، وأملنا كبير في جيل الاتحاد، الذين وصلت أعمارهم فوق الـ 50 سنة، لتنفيذ هذا الدور الحيوي، والمضي قدماً في تحقيق ومواصلة الإنجازات العظيمة التي تحققت بفضل قيادتنا الرشيدة، وعلينا جميعاً، الاستفادة من تجربة السنوات الماضية، حتى نتغلب على ما يواجهنا من عقبات، لكي يؤدي شباب اليوم دوره الحقيقي.