ليس أفضل وأهم وأجمل وأسعد من هذه الصفحات التوثيقية بعنوان «وطن من ذهب» لمسيرة الكرة الإماراتية بالتزامن مع عيد الاتحاد الخمسين لدولتنا، لنبين مدى أهمية الرياضة عامة والكرة خصوصاً، وما حظيت به من دعم القيادة الرشيدة التي تقود الإمارات إلى المستقبل بخطى واثقة بفضل سياستها الحكيمة، التي أوصلت هذا الوطن المعطاء إلى مصاف الدول الكبرى في العالم.
تبذل الحكومة جهوداً طيبة في دعم الحركة الرياضية عبر تأسيس الهيئات الرياضية التي تجاوز عددها الخمسين من خلال توفير كل المستلزمات الخاصة لها، وأصبحت بلادنا من الدول المتقدمة في مجال رعاية الشباب والرياضيين، بعد أن وفرت القيادة الرشيدة كل المعينات، لإيمانها بأهمية عنصر الشباب، لأنه يمثل الثروة الحقيقية في بناء الوطن ومستقبله، ومن منطلق أهمية المراجع الرياضية، ولأن تاريخنا الرياضي يستوجب حفظه وتذكير الأجيال به نفرد هذه المساحات.
كان للنظرة الثاقبة للآباء المؤسسين في تشييد البنية الأساسية الرياضية، وتعضيدها بكل ما هو حديث، مردودها الكبير في التطور، الذي شهدته البلاد في مختلف الرياضات عبر الخمسين عاماً الماضية، لا سيما نجاح الإمارات في استضافة العديد من البطولات العالمية والدولية بمن فيها من نجوم اللعبات المختلفة، فشيدت القيادة الرشيدة العديد من التحف المعمارية الرياضية، التي خطفت الأنظار حتى أصبحت الدولة وملاعبها قبلة الرياضيين في العالم.
واستكمالاً لما بدأناه حول المنشآت الرياضية التي قدمتها الحكومة لشباب الوطن، نواصل اليوم ونذكر أن الملعب الرئيسي لنادي الجزيرة، استاد محمد بن زايد، يعد متعدد الاستخدامات في أبوظبي، وقد افتتح عام 1980 تحت مسمى ملعب الجزيرة، وتم تجديده خلال عامي 2006 و2009 وسمي بملعب محمد بن زايد، وتبلغ سعته الاستيعابية الآن 42.056 مقعداً، وكانت الشركة التي نفذت مشروع التجديد، وأشرفت على بناء وتجديد العديد من الملاعب العالمية في أبرز الدول الأوربية، قد طبقت النموذج الإنجليزي، على مشروع الملعب.
استاد محمد بن زايد شهد انتصارات تاريخية للإمارات | البيان
يعتبر الملعب معلماً معمارياً مميزاً واستثنائياً ومتفرداً في الدولة والمنطقة بأسرها، بسبب تصميمه الفريد وطوابقه المتعددة المكيفة بشكل كامل والمجهزة تماماً بأحدث الوسائل، وأيضاً بسبب التصميم الذكي لمدرجات المشجعين، الذي يضمن دائماً مشاهدة المباريات وكل الفعاليات التي يحتضنها الملعب من أقرب زاوية رؤية ممكنة.
وأطلق على الملعب اسم (ملعب الانتصارات)، لأنه احتضن العديد من المباريات التاريخية، وشهد الكثير من الانتصارات المهمة لمنتخباتنا الوطنية المختلفة، واستضاف العديد من البطولات والمسابقات، يأتي في مقدمتها مباريات كأس العالم للناشئين في 2003، ومباريات كأس العالم للأندية في 2009، وفي 2010 بالمشاركة مع ملعب مدينة زايد الرياضية.
يضم الطابق الأرضي من الملعب مدخلاً لكبار الزوار، وقاعة محاضرات، و3 غرف لتبديل الملابس، ونادياً صحياً ونادي جيمناستك ومكاتب إدارية، أما الطابق الأول فيحتوى على 32 غرفة لتجمعات ومعسكرات فرق النادي المختلفة وللفرق الزائرة أيضاً، وفي الطابق الثاني توجد 4 غرف ملابس للاعبين، وغرفتا ملابس للحكام، وغرفة لفحص المنشطات، وتوجد صالة لكبار الزوار في الطابق الثالث تتسع لـ 100 شخص، بالإضافة لمجلس خاص.
ويحتوي الطابق الرابع على غرف للمعلقين ومركز إعلامي متكامل وغرفة للإشراف على الصالة، وتتسع الصالة لأكثر من 2000 شخص.
استاد آل مكتوم
سحر استاد آل مكتوم بنادي النصر في حلته العالمية الجديدة الأنظار، بفضل تصميمه الجميل، الذي أخذ بعين الاعتبار البعد الحضاري والنهضة الرياضية لدولة الإمارات ودبي بشكل خاص، فهو عبارة عن تحفة معمارية رائعة وصرح رياضي مجهز بأحدث تقنيات الأمن والإضاءة، وتم بناؤه وفقاً لمواصفات الملاعب الأوروبية، التي تساعد على جذب الجماهير، والاستمتاع بمشاهدة المباريات سواء من داخل الملعب أو عبر النقل التلفزيوني، حيث تم تجهيزه بـ 26 موقع كاميرا، تتيح تصوير لقطات اللعب من 26 زاوية مختلفة، بجانب أكثر من 300 كاميرا لضمان الأمن والسلامة، منها مجموعة كاميرات ذكية تكشف مكان جلوس كل شخص عبر ملامح الوجه.
استاد آل مكتوم قبل التطوير | أرشيفية
.. والاستاد يخطف الأنظار بحلته الجديدة | البيان
وبلغت تكلفة تطوير استاد آل مكتوم أكثر من 200 مليون درهم، واستغرقت أشغال البناء 8256 ساعة عمل في 344 يوماً، وعلى مدار 24 ساعة يومياً دون انقطاع، منذ انطلاق حفر الأساسات في 21 ديسمبر 2017 حتى نهاية كامل الأشغال 31 نوفمبر 2019، وتم توظيف 1200 عامل بنظام الورديات.
وجاء الكشف عن ملعب النصر في حلته الجديدة تزامناً مع الذكرى الـ40 لتدشين استاد آل مكتوم لأول مرة في 1978، وقبل افتتاح كأس أمم آسيا.
استاد هزاع بن زايد
منذ بدايتها، وكرة القدم أصبحت سفيراً للشعوب ووسيلة للتعارف والتقارب والشهرة أيضاً لأي دولة مهما كان حجمها، فمجرد نجاح فريق فيها أو فريقها الوطني تتحول لدولة هامة على الخريطة.
ويعتبر نادي العين من أهم وأقوى الفرق الإماراتية، وقد نجح في إطار مشروع سكني وسياحي ضخم، في بناء واحد من أهم ملاعب كرة القدم ليس في الإمارات وحدها، ولكن في العالم كله، هو استاد هزاع بن زايد.
استاد هزاع بن زايد تحفة معمارية | البيان
يقع الاستاد في مدينة العين، بأحد أهم أحيائها وهي منطقة الطوية بالقرب من مخارج الطريق السريع المؤدي لأبوظبي ودبي، وهو يمثل الركيزة الأساسية لمشروع عقاري وسياحي ضخم يضم فنادق ومطاعم ومناطق سكنية وترفيهية وتجارية ورياضية على مساحة نصف مليون متر مربع، تم بناؤها على عدة مراحل.
تم افتتاح الملعب عام 2014 وكانت أول مباراة تقام عليه بين نادي العين ونادي مانشستر سيتي الانجليزي ليفوز النادي الإنجليزي بثلاثية نظيفة، ونقلت المباراة الكثير من القنوات الأوروبية، لتكون من أهم طرق الدعاية السياحية للإمارات.
أفضل استاد في العالم
وفاز الملعب بنفس العام بلقب أفضل استاد في العالم، فهو مكان نموذجي في كل شيء، سواء في مكانه المتميز أو العناصر الجمالية فيه، حيث تتغير ألوانه الخارجية بإضاءة مميزة ومبهرة، تنافس أرقى الملاعب العالمية، ويتسع لـ25 ألف متفرج موزعين على 7 مستويات.
استغرق بناؤه 17 شهراً على مساحة 45 ألف قدم مربعة، وهو من أهم مراكز تجمع المواطنين والسياح في الإمارات، كونه واحداً من الخيارات المثلى لاستضافة أهم المباريات في العالم، مثل مباراة قطبي الرياضة المصرية الأهلي والزمالك في مباراة السوبر، التي جمعتهما 15 أكتوبر2018 ونهائي كأس زايد للأندية العربية.
وهو يوفر تجربة فريدة لمشاهدة المباريات بشكل رائع ومختلف، حيث مصمم خصيصاً لتوفير الظل للمشاهدين طوال العام وأي وقت في اليوم، ويتمتع بتجهيزات متطورة منها 600 لوحة ضوئية على شكل جذع نخيل توفر إضاءة خلابة تتيح له استقبال أبرز الفعاليات الرياضية في العالم.
وقد تكلف إنشاؤه ما يقرب من 146 مليون يورو ليكون بهذا الشكل المتميز والراقي، الذي ينافس أهم الملاعب الأوروبية بالإضافة لتفاصيل الأمن والصيانة.
زيادة الحركة الرياضية
ويمثل استاد هزاع بن زايد نقلة نوعية رائعة في الرياضة الإماراتية عموماً، وفي كرة القدم خصوصاً، ومن المتوقع أن يسهم في زيادة الحركة الرياضية بالدولة، ويبلغ ارتفاعه 50 متراً، ليكون واحداً من أعلى المباني في العين، ويضم مناطق خاصة للضيوف وأماكن لذوي الاحتياجات الخاصة ومناطق مخصصة للعائلات والسيدات ومواقف سيارات واسعة، لتستوعب كل الزائرين مهما كانت سعة الاستاد.
مقر اتحاد الكرة
وبمكرمة من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، تم تخصيص قطعة أرض لاتحاد الإمارات لكرة القدم، وتم تدشين مقر الاتحاد الجديد عام 2010.
يضم المشروع مبنى الإدارة، ويقع ضمن مجمع متكامل لاتحاد الكرة، ويتكون من طابقين و4 ملاعب، منها ملعبان بالعشب الطبيعي، وملعب عشب صناعي، وملعب للكرة الشاطئية، وكذلك صالة مغطاة متعددة الأغراض، بالإضافة إلى مركز رياضي طبي متكامل وقاعة اجتماعات كبرى، وأخرى للمؤتمرات الصحفية، وفندقاً.
لمتابعة الحلقات السابقة:
ـــ رجال صنعوا تاريخ كرة الإمارات.. القادة غرسوا حب الرياضة في قلب الشعب (الحلقة الأولى)
ـــ الإمارات تجذب أنظار العالم عاصمة للرياضة (الحلقة الثانية)
ـــ بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة منشآتنا الرياضية أدهشت العالم الحلقة (الثالثة)