في فترة من إحدى فترات الكرة الإماراتية، لم يكن هناك إعلام أو صحافة رياضية متخصصة، ولكن كان لدينا رجال على مستوى عالٍ من الثقافة الفكرية.. يومها جرت لأول مرة في تاريخ رياضتنا عملية الانتخابات عبر الجمعية العمومية، عندما تقدم المرحوم غانم غباش رئيس اتحاد الكرة، إلى راشد بن حميد وزير الشباب والرياضة، مع فترة قيام الدولة، اقتراحاً يتضمن حل المجلس الذي كان يترأسه، وإجراء انتخابات حرة، يشرف عليها الوزير، وكذلك تشكيل هيئة إدارية جديدة، وبالفعل، وافق الوزير، وعقد اجتماعاً عاجلاً، ضم عدداً من رؤساء الأندية والعناصر الشابة من ذوي الكفاءة والخبرة، ليتم خلاله انتخاب رئيس وأعضاء جدد، برغم أن المجلس في تلك الفترة كان عمره لا يتجاوز العشرة شهور، ولا يزال يملك الصلاحيات فترة تزيد على أكثر من عام، إلا أن إصرار غانم غباش، وهو رجل ثقافة ومجتمع، حسم الأمر، كما كان أهلاوياً، وصل إلى منصب نائب رئيس مجلس إدارة الأهلي في بداية تأسيسه، أتذكره اليوم، برغم رحيله، فذكراه تبقى راسخة في الأذهان، لم يكن مجرد كاتب وأديب، بل كان إنساناً متواضعاً للغاية، رياضياً، نتذكر هذه الشخصية التي لعبت دوراً متميزاً، عندما تولى منصباً كبيراً بنادي الشباب، في فترة الخمسينيات، مع مجموعة من زملائه، ونظراً للعلاقة القوية التي تربطه مع ناصر بن عبدالله لوتاه، جاءت فكرة دمج ناديي الشباب والوحدة عام 1970، بعد العودة من معسكر مصر، وبالفعل، كان الراحل، محل ثقة، وشخصية اجتمعت القلوب على محبتها وتقديرها، وهو ما أهّله بسهولة لتولي منصب رئيس اتحاد كرة القدم في الدولة، ليكون بذلك أول رئيس له نشاط حافل وطويل في الأندية الرياضية، وبين أوساط الشباب، وغداً، إذا الله أراد، نكتب عن أول زيارة لفريق كروي للبحرين، بمناسبة لقاء منتخبنا الوطني أمام شقيقه البحريني..! والله من وراء القصد