وداعاً السعودي محمد رمضان عميد المعلقين العرب «رحمه الله»، الذي انتقل إلى جوار ربه أول من أمس بعد معاناة مع المرض، إذ كان عاشقاً لمنتخب بلاده.
استمتعت شخصياً بتعليقه وأسلوبه الجميل الممتع هو وزميله الراحل زاهد القدسي «رحمه الله»، وخاصة مع بداية مشاركة منتخبنا الوطني في دورة الخليج الثانية بالرياض في أول مشاركة خارجية في سنة 1972، كنت لا أفارق «الراديو» ويكون معي أينما ذهبت لأستمع إليهما، هذا الجيل لن يتكرر فهم معلقون كبار أحببناهم ودخلوا قلوبنا بسهولة وتعلمنا منهم، فكانوا مدارس مختلفة في الفن والذوق والأخلاق ومؤهلين علماً وثقافة، ينقلون المباريات بكل أدب ولباقة ولا يخرجون عن النص بالمديح والزعيق والمجاملات كما نسمع اليوم فكل يغني على ليلاه.
هناك فارق كبير بين الأجيال، ولا أنسى موقفاً للراحل في قصر النخيل بأبوظبي، حيث كرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، عدداً من نجوم الكرة الخليجية بعد انتهاء خليجي 19 في مسقط، والذين كانوا يمرون بظروف صعبة في إطار مكارمه مع الرياضيين كما عهدنا سموه محباً للمبادرات الإنسانية من خلال تكريم نجوم الدورات الخليجية السابقين الذين يعانون ظروفاً إنسانية.
تلك المبادرات واجب ضروري لتثمين جهود هؤلاء الرموز وتقدير عطائهم طوال مشوارهم مع دورات الخليج، وتأكيد أن من أعطى وطنه لن يذهب عطاؤه هباء.
إن النهج الذي انتهجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بتكريم الشخصيات الرياضية خلال عملهم أحدث نقلة نوعية في معايير التكريم في القطاع الرياضي، وسيكون تأثيره النفسي أعمق في قلوب ونفوس الذين تم تكريمهم، فتلك المبادرات ليست بغريبة على أبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي كان سباقاً في مبادراته الإنسانية ليس على المستوى العربي فقط وإنما أيضاً على المستوى الدولي. واليوم نودع الرجل الطيب وتحزن الساحة الرياضية وتفتقد إعلامياً مهنياً أصيلاً.. وداعاً ابن حارة باب مكة المكرمة.