سوالف اللاعبين الأجانب وحكاياتهم المضحكة المبكية أصبحت حديث الشارع الرياضي الكروي، فالدوري العام انتهى، وقصص هؤلاء اللاعبين انتشرت ووصلت الأمور داخل أنديتنا إلى حالة محزنة للأسف الشديد، بسبب فشلها في التعاقد مع لاعبين أكفاء ترضي بهم طموحاتها، وأصبحت لعبة السماسرة وتجار الشنطة «على قفا من يشيل»، فمنذ القرار التاريخي بالسماح بعودتهم تحولت «الشغلة» إلى سوق «ليلام» عنوانه (اطلب اللاعبين الأجانب تجدهم فوراً) وبأسلوب رخيص وبطريقة عجيبة لم نعتد عليها، وزادت قصصها العجيبة والطريفة هذه الأيام بصورة تدعو للقلق، حيث يفترض أن تكون الأندية قد وصلت مرحلة ناضجة عند تعاقداتها، لأن المسابقة كشفت عن عجز الأندية في التعاقد المقنع فنياً وسلوكياً، فإذا كنا وبعد مرور 15 موسماً قد فشلنا في الاختيارات، فإننا يجب أن نكون الآن وبعد هذه المدة قد وصلنا إلى قناعة وقرار نتخذه، ولكن ماذا نفعل طالما الأهداف والآراء تضاربت وتعددت، وأصبح لكل نادٍ (60) رأياً في اللاعب الأجنبي! ولم يعد قرار ضمهم للفريق الأول بيد المدربين والفنيين المختصين، مما زاد الطين بلة، فهل تصدقون أن كل نادٍ يحضر العشرات بل وصلت مئات اللاعبين من أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية للتجربة والجميع يسقط.
وباختصار إن قضية التعاقد مع اللاعب الأجنبي المناسب أصبحت قضية حقيقية تواجهها اللعبة، وبالطبع فإننا سندفع الثمن غالياً، لأننا لا نملك الخبرة الواسعة في هذا المجال الذي يحتاج إلى دراية كاملة بالأخطار المترتبة على ذلك، مما ينعكس على أنديتنا التي خسرت كثيراً هذا الموسم. ويبدو واضحاً أن عدداً قليلاً فقط من الأندية هو الذي نجح بالفعل في التعاقد مع اللاعبين الأكفاء، أي الذين يستحقون أن نطلق عليهم كلمة لاعبين أجانب، وهؤلاء لهم تاريخ حافل في البطولات الآسيوية والأفريقية.. وهكذا نجد أن (سوالف) اللاعبين الأجانب لن تنتهي لأننا سمعنا العجب، كما تظل هذه (السلعة) هي الشغل الشاغل لإدارات أنديتنا الهاوية؟
نحن ما زلنا هواة ونفكر ونعمل بروح الهواة، وهذه قضية إدارية بحتة سئمنا الحديث عنها.. وكان الله في العون!