التجنيس الرياضي لم يعد سراً من الأسرار، فقد أصبح في الآونة الأخيرة ظاهرة عالمية اجتماعية سعت إليها الكثير من دول العالم والمنطقة في إطار التوجهات والتغييرات الجذرية في فكر المجتمع، بعد أن نجحت التجربة في العديد من دول العالم المتقدمة والكبرى التي وجدت ضالتها في التجنيس، الذي أسهم في تحقيق البطولات والإنجازات العالمية في الألعاب الفردية والجماعية، فما نراه اليوم بكأس أوروبا يؤكد ما نقوله، تختلف طرق التجنيس خاصة للقادمين من أفريقيا التي تمتلك المواهب الفذة، والتي تصبح بعد ذلك الأعلى سعراً نظراً لموهبتهم الكروية والتي تجذب أنظار وعيون كبرى الأندية الأوروبية.
التجنيس ظاهرة عالمية لم تعد مقصورة محلياً أو منحصرة في منطقة جغرافية معينة، وأعتقد أن المتابعين للوضع الرياضي العام بالدولة والكروي خاصة يتذكرون مدى الجدل الذي أثير في هذا الأمر، حيث تحولت قضية التجنيس إلى أزمة حقيقية واجهت الكرة بالمنطقة منذ بداية الثمانينات، وشغلت الوسط الرياضي منذ تلك الفترة، حيث انقسم الشارع الرياضي إلى قسمين بين مؤيد ومعارض، والجديد هذه المرة عن المرات السابقة التي دعا البعض إلى تجنيس بعض اللاعبين الموهوبين من اللاعبين الأجانب الذين غابوا عنا 18 عاماً ثم عادوا من جديد، ودخلت علينا مسميات جديدة منها اللاعب المقيم وبدأت الأصوات تؤيد وتطالب بتجنيس بعض العناصر التي قد تنفع المنتخبات الوطنية، ولم تعد الدعوة مقتصرة فقط على لاعبي الكرة أسوة ببعض الدول، والخطوة الأخيرة التي تمثلت بتجنيس ومنح الجنسية هي قرارات سيادية وسياسية تخص الدول وحدها وليس للجهات الرياضية التدخل في مثل هذه الأمور.
أصحاب البشرة السمراء من لاعبي كرة القدم أكثر جاذبية في الملعب وهم يقودون الفرق الأوروبية هذه الأيام، بل إنهم الأكثر نجومية وانتشاراً بصورة تدعوك إلى التوقف، هؤلاء يأتون من بيئة فقيرة جداً تحتضنهم الأندية وفق أسس وتقاليد وثقافة معينة يبدون في صناعتهم كنجوم للمستقبل والاستثمار في بيع هذه المواهب، أوروبا لديها مصانع لتفريغ المواهب التي يتم اكتشافها وتصنع مشاهير كرة القدم العالمية التي أصبحت معشوقة الجماهير، حيث يتابع اللعبة مليار من البشر لأنها لعبة مجنونة التي أصبحت اليوم لعبة المصالح الدولية بين الدول.. والله من وراء القصد