الإعلام الرياضي سلاح خطير ذو حدين، فإذا استخدم في مساره الصحيح بالنقد الهادف البناء الذي يصب في مصلحتنا حقق هدفه، أما إذا سار بمنهج آخر بعيداً عن الصدق والموضوعية فسيكون خرج عن المسار المحدد، مما يسبب العقبات والأزمات التي لا حصر لها، وأعتقد أنه آن الأوان إلى تطوير الإعلام الرياضي من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها، ومن هذا المنظور علينا أن نعطي للإعلام الرياضي العربي عامة حقه من الاهتمام لكي يقوم بواجبه نحو هذا القطاع العريض في اختيار العاملين بمجال الإعلام أو المساهمين فيه، ولا نترك «الحبل على الغارب»، التعصب في الملاعب الرياضية ارتد أثره على الحالة الإعلامية ووصل الخلاف على الهواء مباشرة بين كل الأطراف، كل ينتقد الآخر بطريقة غير مقبولة، ويفترض أن تكون هذه البرامج الرياضية تهدف إلى التوعية وحماية المجتمع الشبابي العربي، وهو عمل في رأيي يجب أن يتطور، لأنه الداعم الأكبر للرياضة على نبذ التعصب بالانضباط والنظام، ورأينا كثيراً من حالات الضرب تحت الحزام وتبادل كلمات مسيئة مما يسبب لنا ولمتلقي الرسالة الإعلامية التشويش، وبالأخص في الحوارات التي يحدث فيها احتكاك بين الزملاء بصورة مباشرة، مما يترك أثره على الجمهور، إضافة للشحن الإعلامي الذي نراه في بعض المواقف والمشاهد ودوره في إشعال الفتيل.

لا بد من التغيير من أجل الارتفاع بمفهوم التوعية لأن العلاقة تبدو متوترة، والضيوف يتصيدون الأخطاء لبعضهم البعض، فقد تحولت اليوم الساحة الكروية إلى حلبة مصارعة بعد أن أصبح إعلام الكرة تطبيلاً وصراخاً ومشاجرات على الهواء.

ما نراه اليوم في أكبر بطولتين كرويتين في أوروبا وكوبا أمريكا، وخوفي من حدوث شغب جماهيري في لقاءي النهائي سواء بين إسبانيا وإنجلترا أو الأرجنتين وكولومبيا، نحمدالله أن جماهير الكرة العربية لا يحدث منها هذا الأمر، لكن بعض الإعلاميين يحاولون تدمير ثقافتنا وأخلاقياتنا، بعض الجماهير المشاغبة في الغرب أصبحوا خطراً على لعبة كرة القدم قتلوا متعتها بسبب التصرفات الجنونية من تدمير ممتلكات وخراب المدن والملاعب، حيث تحول الأمر إلى معارك وهذه كارثة! والله من وراء القصد