إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا حمدي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله، «إنا لله وإنا إليه راجعون».رغم إيماننا بالقضاء والقدر، وأن الموت حق على كل حي، إلا أن الفراق صعب، ويكون أصعب عندما يكون الرحيل لزميل قدير قدم الكثير للمهنة فقد كانت صدمة كبيرة انتابتنا، ونحن نتلقى خبر الوفاة، فهي خسارة، ونؤمن بقدر المولى، ونحن نفتقد قلماً رياضياً قدم الكثير للإمارات.
كان بحق إنساناً، وأتذكر في أول عام لي عندنا كنت أعمل محرراً في جريدة «الوحدة» عام 1979، كنا معاً نقوم بتغطية بطولة العالم العسكرية لكرة القدم بالدوحة، فقد كان متعاوناً لأقصى الدرجات يعطيك كل الأخبار التي فاتتك على عكس بقية الزملاء، فقد كان صحافياً رياضياً متعدد المواهب لحبه وعشقه للصحافة بمختلف ضروبها.
حيث كان مولعاً بهمومها وقد تعلمت منه الكثير. وأنا أجلس للكتابة لأرثيه، تعجز الكلمات للتعبير عنه، لقد كان، رحمه الله، ذا قلب كبير، لذلك دخل القلوب من أوسع الأبواب، بسبب تعامله الإنساني الذي لا يمكن أن نصفه في كلمات بسيطة، كان إنساناً كريماً يحب الخير للجميع تركنا بعد معاناة مع المرض، فهو لكم يكن صحافياً فقط وإنما كان صديقاً للمصادر وكسبهم جميعاً.
فقدت الصحافة العربية هذا الكاتب الذي أمضى أربعة عقود متواصلة من العطاء المهني في مختلف منصات الصحافة والإعلام والرياضة والتراث الثقافي في الإمارات، انضم للعمل صحيفة «الاتحاد» منذ 1976 وحتى عام 1999.
حيث كان محرراً ثم رئيساً للقسم الرياضي من 1979 واستمر لغاية 1983، وهي فترة استضافتنا لكاس آسيا ومن ثم دورة الخليج السادسة، وبصراحة يعد حمدي نصر أكثر الصحافيين الذين مروا على البلاد خدمة ونفعة للمجتمع، ركز على عمله وصدر له العشرات من الكتب، وقبل رحيله كانت لديه فكرة طرائف في عالم كرة القدم لكن لم يستطع إكماله بسبب ظروفه الصحية، وغداً نكمل القصة الجميلة والعبرة في صحافتنا بما قام به، فهو أحد رموز الكلمة وفارسها.