زامر الحي يطرب

منذ انطلاقة دوري المحترفين موسم 2008 - 2009، أنفقنا مئات الملايين وربما وصلنا للمليار، وإلى يومنا هذا ما زلنا نسمع عن الحوكمة وأهميتها دون أن نراها على أرض الواقع، فالأرقام الفلكية في الصرف على استقدام الأجانب «مدربين ولاعبين» كما هي، بل تجاوزت السقف ونحن بلا حوكمة في ميزانيات كرة القدم، وتحديداً الأجانب، على حساب المواطنين، الذين خرجوا من الباب الكبير ولم يعد لهم وجود يذكر كما كانوا في السابق، لأن «المدرب عايز كده»، ما يدعو للحسرة والقلق معاً على مستقبل اللعبة التي تحظى بدعم كبير من القيادة ما جعلها تتمتع بكل مقومات الاحتراف من حيث البنية التحتية والملاعب والمرافق ولا ينقصها إلا التوظيف الأمثل الذي يترجم هذا الدعم إلى إنجازات ونجاحات تناسبه.

أول خطوة في طريق النجاح هي الاهتمام بالكادر الوطني لأنه بالطبع الوحيد الذي يمكن أن يضحي من أجل التطور والنهضة، ولأن «زامر الحي يطرب» بالتأكيد إذا أتيحت له الفرصة ووجد الثقة، فلماذا لا يفرض على الأندية وخصوصاً التي تحمل صفة الاحتراف ضرورة وجود المدرب الوطني ضمن طاقم الجهاز الفني، وأن يكون هذا شرطاً من شروط المشاركة حتى يستفيد المدرب المواطن ويتعلم ويتم صقله ليكون مستعداً دائماً لتولي القيادة في الأندية والمنتخبات متى ما طلب منه ذلك، وبالتالي نضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة نؤهل الكادر الوطني، ومن جهة أخرى نوفر الكثير من الأموال التي نصرفها على المدرب الأجنبي وجهازه الفني وخصوصاً أن «الخواجات» يستعينون بالأقارب والأنساب والأصدقاء للعمل معهم وصرف اليوروهات ونحن نتفرج ونضحك وندفع.

ولنا في تجربة المدربين الوطنيين «النمر والعبدولي» عبرة وبرهان على نجاح المدرب المواطن بعد أن خطفا الأضواء وسحبا البساط من تحت أقدام المدربين الأجانب، وقادا فريقيهما لتحقيق الانتصارات وحصد النقاط في دوري أدنوك للمحترفين.

دعوة صادقة أدعم من خلالها أبناء وطني متمنياً لهم التوفيق والنجاح، وأرجو أن نقف معهم لاعبين ومدربين وإداريين طالما همّ أكفاء يستحقون الدعم والتشجيع والثقة، ولا بد من العودة للمسار الصحيح ليعمل أبناء الوطن في أجواء مناسبة فنحن دولة بفضل الله وحكمة القادة تستطيع أن تواكب التطور في جميع القطاعات ولذلك علينا أن نرفع شعار «زامر الحي يطرب».. والله من وراء القصد.