تجتاح العالم حمى كرة القدم بشكل دائم، وللأسف الشديد بدرجة عالية لا نرى (العك) إلا في عالمنا العربي، فقد وصلت بعض ملاعبنا حد الغليان والمعارك بالأيدي والأقدام، وتحولت المباريات إلى حلبة للملاكمة والمصارعة بصورة لم نرها من قبل، والسبب كرة القدم التي أصبح وجودها يفرق لا يجمع شبابنا العربي!
وفي كل موقع ومكان وزمان نجد غالبية الحديث عن الكرة ونتائجها، وحتى لو خرجنا بموضوع وأفكار أخرى تكون المرجعية لـ (المدللة) التي تشغل الناس، حتى مع ما يسمى «بالاحتراف» الذي يسعى البعض إلى اللجوء إليه أحياناً للهروب من واقعنا المؤلم كروياً لأننا لا نفكر إلا بالفوز ولا نقبل بالخسارة؟
ومن تعمق فيما حدث من بعض لاعبي الزمالك خلال بطولة السوبر المصري في أبوظبي سيعلم أن ملاعبنا ومؤسساتنا لا تقبل مثل هذه التصرفات والأساليب الدخيلة على قيمنا وعاداتنا.
لماذا كل هذه الأزمات لا نراها إلا عندنا، فهل ذلك بسب الحساسية المفرطة للقاءات، أم أن بعض المحللين والإداريين الرياضيين هم من يفتح الباب أمام مثل هذه التصرفات لحاجة في نفس هؤلاء لأحلامهم، فتعلوا المصالح على كل الاعتبارات ضاربين بالقيم الأخلاقية التي تعد من أهم الشروط الواجبة في الرياضي، مهما كانت نوعيته، عرض الحائط، فعلينا الاجتهاد للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي ستقتل رياضتنا إذا استمرت.
فالتصريحات الاستفزازية وإثارة الجماهير وراء الأجواء السلبية التي تشهدها بعض المباريات، يجب حسم هذا الأمر ولا نريد لبعض الدخلاء على الرياضة أن يخربوا الأجواء، فمثل هذه الأمور يجب أن تتوقف فوراً، ومشكلتنا إن البعض (خالف تعرف).. فالأخلاق أولاً، هو الشعار الذي علينا تبنيه إعلامياً وإدارياً لكي نصل بالأمور لنصابها الصحيح.. والله من وراء القصد