يسمون أنفسهم ناشطين سياسيين، أو شهود عيان سوريين، ويحتلون بشكل غير بريء مساحات واسعة من بث بعض الفضائيات التي يعرف خلفياتها السوريون جيداً، ويتحدثون عن أشياء لم تحدث ولن تحدث في سورية، وما أنزل الله بها من سلطان، ويقولون زوراً وبهتاناً:
إن الشعب السوري يريد كذا وكذا الآن وفوراً وحالاً و... وقد لاحظ حتى المواطن السوري البسيط أن هذه الأصوات، غير المعروفة والمأجورة على أقل تقدير والآتية على الأغلب من وراء البحار، لا توجه ما يحدث على الأرض فحسب بل تحدد نتائجه سلفاً، لتعود بعد ساعات إلى الفضائيات ذاتها زاعقة وزاعمة أنها حذّرت من وقوع أشياء لم تقع أصلاً.
وعندما يتحدث هؤلاء عن تظاهرات تعدّ بعشرات الآلاف يستنتج المواطن السوري فوراً أن العدد الحقيقي للمتظاهرين بالعشرات لأن هؤلاء الناشطين في التحريض يضربون دائماً رقم المتظاهرين بألف، ورقم أعداد الجرحى بمئة، ما يدل على أن إسالة الدماء تدخل البهجة إلى صدورهم الحاقدة.
وقد فات هؤلاء أن الشعب السوري على درجة عالية جداً من الوعي، ويعرف جيداً ما يحدث في أطراف بلاده وبعض مدنه، ويجيد الحساب فيما يتعلق بعدد المتظاهرين، ويثق بالأرقام التي تقدمها الجهات السورية المعنية سواء عن التظاهرات أو عن عدد الشهداء والجرحى.
والأهم من ذلك، أن الشعب السوري يعرف تماماً خلفيات ما يحدث، ويتعامل معها كما يجب وليس كما تريد أصوات الدم والفتنة والتجييش، ومن يمثلهم على الأرض، الذين لا يتجاوزون الآلاف وليس عشرات الآلاف.
ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أنه بات لدى الجهات الأمنية السورية من المعلومات الموثقة عن ارتباطات المسلحين المخربين ما تقشعرّ له الأبدان، ولن يطول الوقت حتى تعرض هذه المعلومات أمام الشعب السوري.
نعم أيها المراهنون على أموال الخارج ودعمه التسليحي والإعلامي، لدى الجهات الأمنية السورية موقوفون من المسلحين والمخربين، وتسجيلات ومعلومات موثقة بالصوت والصورة تؤكد أن هناك مندسين فعلاً، وأن برنامجهم التخريبي محدد مئة في المئة باستغلال التظاهرات غطاء لتخريب الأمن الوطني، وبث الفتنة الطائفية والمذهبية لقاء الحصول على المال.
وبالتأكيد فإن الشعب السوري لن يفاجأ بهذه المعلومات الأمنية، ومن سيفاجأ ويعضّ أصابعه ندماً هم الداعمون والمحرضون والمنفذون على الأرض، هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان.