إسرائيلياً من خلال تقرير لرئيس جهاز الاستخبارات الخارجية سُرّبت بعض محتوياته، وأميركياً عبر الرئيس أوباما بالذات، وعربياً من خلال الأنظمة المسيّرة أميركياً وإسرائيلياً، اتضحت بشكل كامل خلفيات الاحتجاجات التي شهدتها بعض أطراف الخريطة السورية، وأطراف بعض مدنها الرئيسية.
ودون الكثير من الشرح والتوضيح، فما أعلنه هؤلاء يكفي ويزيد لتأكيد أنهم يريدون عبر هذه الاحتجاجات، التي في أغلبيتها بريئة، إنهاء نهج المقاومة العربي من خلال إنهاك رأسه المتمثل بسورية.
وهذا التأكيد بأن ما يجري في سورية من احتجاجات يستهدف بشكل مباشر أو غير مباشر نهج المقاومة لا يستند إلى تلك التصريحات والتسريبات والتحريضات الإسرائيلية والأميركية وبعض العربية فحسب، وإنما إلى معطيات موثّقة بالصوت والصورة والأدوات لدى الأجهزة الأمنية السورية، وسيتم وضعها تباعاً أمام الرأي العام خلال الأيام القادمة، وإنْ حدث تأخير في هذا السياق فلأسباب تقتضيها ضرورات اكتمال ملفات التحقيق.
لذلك نجدد القول: عفواً أيها المتظاهرون، فإذا كانت نيّاتكم حسنة، وهي كذلك بالتأكيد لدى أغلبكم، فهناك بين ظهرانيكم من باع نفسه للخارج، ودُرّب فكرياً ودينياً وعسكرياً من أجل إنهاك سورية، والتفريق بين أبنائها، وإحداث فتنة طائفية ومذهبية فيها.
ونجدد ونذكر كذلك، ما نفعُ الحرية التي قبض ثمنها أناس وراء البحار يدّعون أنهم سوريون، هؤلاء الذين ارتشوا، باعتراف الأميركيين وبعض العرب، بمبالغ تصل إلى نصف مليار دولار، ورشوا بدورهم أتباعاً صغاراً في الداخل بمبالغ صغيرة ومخجلة، لينفذوا ويديروا عمليات القتل والتخريب والترويع.
الاصلاح الإداري حق للمواطن وواجب على الدولة، وكذلك محاربة الفساد، ومنح الحريات الحزبية والفكرية، وكل الشعب السوري وعلى رأسه السيد الرئيس بشار الأسد يدعو لذلك، وقد اتخذت خطوات عملية مهمة على هذا الصعيد، ربما فاقت ما طالب به المتظاهرون المحتجون، ومع ذلك استمرت التظاهرات، وتزايدت أعمال القتل والتخريب، ووصل تطاول المندسين نعم المندسين إلى وحدات الجيش والقوات المسلحة، فماذا يمكن القول بعد ذلك عن هذه التظاهرات؟ سؤال برسم المتظاهرين ذوي النيّات الحسنة، أما الشعب السوري بملايينه الثلاثة والعشرين فيعرف الجواب جيداً، وستكون له كلمة حاسمة لهؤلاء المندسين الذين يعبثون بأمن سورية.