عشرات الشهداء من أبناء القوات المسلحة ورجال الأمن والشرطة فقدتهم سورية خلال الأحداث التي تمر بها حالياً..

ومثلهم فقدهم الوطن من أبنائه الذين صادف وجودهم في مسرح الأحداث. ‏

وآخرون باعوا أنفسهم ووطنهم لينفذوا أجندات خارجية، ما استفادوا منها إلا أنهم كانوا أولى ضحاياها، فماتوا ليخسر الوطن جهودهم في البناء والتطوير والمقاومة، وليدخلوا الحسرة إلى قلوب آبائهم وأمهاتهم، وليتركوا خلفهم أرامل وأيتاماً. ‏

ويضاف لهؤلاء الكثير من الجرحى، الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل دون أي ضرر جسدي، وكذلك الموقوفون رهن التحقيق لدى الجهات المختصة، الذين نتمنى ألا يكونوا متورطين وأن يعودوا إلى ساحات العمل والبناء مواطنين مدافعين عن حرية سورية وترابها ضد أعدائها والمتربصين بها من الخارج. ‏

هذه أقسى خسائرنا من الفوضى التي أرادها لنا أعداء المقاومة، فأرواح الشهداء لا تعوض. ‏

وفي الشأن ذاته لا يمكن إغفال تعرض اقتصادنا الوطني لضرر كبير جراء هذه الأحداث، فالكثير من المصالح تأثر، وحركة السياحة تعاني، وكذلك حركة التبادل التجاري مع الدول الأخرى، ما أدى إلى توقف بعض الورش الحرفية والمعامل، وبالتالي تسريح قسم كبير من العمال لعدم توافر موارد مالية لتسديد أجورهم أو الاستمرار بالإنتاج.. ‏

الوقائع المعلنة وغير المعلنة تقر بوجود خسائر، لحقت بسورية، بشرية واقتصادية وهذا أمر بدهي. ‏

لكن هذه الوقائع تؤكد أيضاً أن السوريين جميعاً لم تتعرض وطنيتهم لأي أذى، بل على العكس كانت هذه التجربة، رغم قساوتها، درساً جديداً لتأكيد الهوية الوطنية والتشبث بها، والتمسك بالوحدة الوطنية التي أظهرت الأحداث أنها نقية وخالية من الشوائب، وهذا هو سر قوة سورية. ‏

الدول العربية الأخرى التي تشهد ثورات تحت شعار التغيير الشعبي، لم تحقق استقراراً إلى الآن، بل على العكس ما زالت تشهد ارتدادات لهذه الثورات تنذر بمزيد من الكوارث، وتقود إلى أخطار جديدة غير محسوبة، ما يشير إلى أن من أشعل تلك الثورات لم يكن هدفه على ما يبدو حصول المواطنين على (حرياتهم) أو (ديمقراطيتهم) بل هدفه التخريب وزرع الفتنة، واستمرار الاقتتال بصور وأشكال مختلفة مذهبية وطائفية وغيرها، فالاقتتال الداخلي أقل تكلفة اقتصادية على الدول الاستعمارية من فرض حروب خارجية، والفوضى الداخلية مكاسبها أكبر عند تلك الدول. ‏

وأمام كل ذلك تترسخ بشكل واضح تأكيدات السيد الرئيس بشار الأسد بأن ثمن المقاومة أقل تكلفة من ثمن الاستسلام وما يتبعه من فوضى.‏