جريمة نكراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرق مسجد "طوبا الزنغرية" في فلسطين جريمة نكراء تكشف الطبيعة العنصرية للمتطرفين الاسرائيليين. إذ احترق بيت الله وما يحتويه من مصاحف وكتب دينية بالكامل ولم يبق منه إلا سماعة المئذنة.

 هذه الجريمة البشعة تجد الادانة بأقسى العبارات، وتثير الغضب، لان حماية المقدسات في فلسطين اوجب الواجبات، وتتحمل اسرائيل وقادتها العنصريون المسؤولية عن هذه الجريمة التي تكشف نهج المتطرفين ومؤسستهم التي تغذي العنصرية.

هذه الجريمة امتداد لجريمة حرق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، وجزء من سياسة لمحاربة كل أثر إسلامي في فلسطين التاريخية، وتكشف عن نزعات عنصرية متطرفة وبغيضة، حيث كتب المجرمون عبارات مثل "دفع الثمن" و"انتقام"، ليس كافيا ان يعبر قادة اسرائيل عن الاسف، فلابد من معاقبة الجناة وردعهم حتى لا تتكرر مثل هذه الجريمة، عمل وحشي يكشف عدم احترام وتقدير للأديان والاستخفاف بحرمة المقدسات الاسلامية. لايمكن تجاهل تداعيات هذه الجريمة لأن النار من مستصغر الشرر، فلا مجال للتهوين من خطورة مثل هذه النزعات البغيضة التي تنسف الاستقرار في فلسطين التي ظلت موئلا للأديان السماوية والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود واي هجوم على المقدسات عمل فظيع وشائن لا يمكن السكوت عنه.

من حق المسلمين ان يغضبوا وان ينهضوا لحماية مساجدهم رمز حضارتهم، ولابد من توحيد الصفوف ومساندة الفلسطينيين في كفاحهم المشروع والمتواصل من أجل تحرير أرضهم واستعادة مقدساتهم وإقامة دولتهم المستقلة على كامل أرضهم.

الجريمة الشنيعة من إحراق لنسخ القرآن الكريم وتدنيس حرمة المسجد وكتابة شعارات صهيونية عليه، لن تكون الاخيرة، طالما ظل المستوطنون يكررون جرائمهم دون خوف من العقاب، لانهم يجدون من يقف وراءهم ويغطي على جرائمهم، لا بل وتدفعهم لارتكاب المزيد منها. سيواجه الفلسطينيون ما هو اصعب في ظل الاحتلال والاستيطان والحصار في ظل صمت المجتمع الدولي وتهديد امريكا بتجميد مساعداتها المالية الى السلطة الفلسطينية، واستخدام "الفيتو" لوأد الاعتراف بالدولة ونيل العضوية الكاملة في الامم المتحدة ولكن في ارض الرباط والمقدسات، فان صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه وستظل فلسطين بمقدساتها عصية على التهويد.

 

 

Email