"الوفاء للأحرار"

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخيرا جرى اتمام صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة حماس لإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية منذ عام 2006 مقابل إخلاء سبيل اكثر من الف أسير فلسطيني بينهم 33 اسيرة وعدد كبير من اصحاب المحكوميات العالية.

وتعد صفقة تبادل الاسرى هذه التي اطلقت عليها حركة حماس اسم صفقة "الوفاء للاحرار" انجازا تاريخيا ووطنيا للفلسطينيين بكل المقاييس، حيث نجحت فصائل المقاومة في الوصول الى ابرام هذا الاتفاق بسبب صمودها الكبير في وجه كل المحاولات الاسرائيلية الفاشلة للعثور على الجندي الاسير. والمؤكد ان إتمام هذه الصفقة يعكس إرادة المقاومة من جهة، وأزمة الكيان الصهيوني من جهة أخرى، والوضع الإقليمي الذي شهد تغييرات كبيرة اثر ثورات الربيع العربي التي انجزت انظمة وحكومات أقرب ما تكون الى ارادة الشعوب.

ان المؤمل ان تكون هذه الصفقة بداية اولى لإطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي والبالغ عددهم حوالى 6 آلاف أسير، وربما تكون ايضا بداية تفاهم بين حركة حماس واسرائيل بما يساعد في تحقيق كافة استحقاقات السلام وصولا الى تسوية شاملة وفي مقدمتها انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 م وعاصمتها القدس الشريف.

ان مصر وكافة الدول والاطراف التي ساهمت في ابرام هذه الصفقة تستحق التهنئة والتقدير. كما ان الشعب الفلسطيني يستحق التهنئة على هذا الانجاز الذي ينبغي ان يكون، مع التحرك الذي يقوده الرئيس محمود عباس للحصول على الاعتراف بالدولة، مقدمة لوحدة الصف الفلسطيني، خصوصا وان الصفقة تميزت بأنها كانت شاملة حيث ضمت اسرى من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية بالاضافة إلى انها شملت كل المناطق في الضفة وغزة والقدس المحتلة والاراضي المحتلة عام 48 والجولان.

 

 

Email