صوت الشعوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان يوم أمس يوما عالميا للشعوب بامتياز، فقد نزل ملايين الناس في أكثر من 950 مدينة في 82 بلدا حول العالم، تحت شعارات مثل "يا شعوب العالم انهضوا".. أو "انزل الى الشارع، اصنع عالما جديدا".. و"متحدون من اجل تغيير عالمي"، يطالبون بالتغيير في العالم ويرفعون اصواتهم احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية وسلطة اصحاب رؤوس الاموال.

ومن طوكيو وسيدني وهونغ كونغ في آسيا الى جوهانسبورغ في افريقيا، وروما واثينا وبروكسل وباريس ومدريد وامستردام وبرلين ولندن في اوروبا وحتى نيويورك وواشنطن، كان الناشطون يتجمعون بالآلاف للتنديد بالقوى التي تعمل لمصلحة اقلية، متجاهلة إرداة الاغلبية الكبيرة حول العالم.

وقد اختار الناشطون الذين يمثلون عددا من الجماعات مثل حركة "الغاضبون" و"شباب بدون مستقبل" ومجموعة "احتلوا وول ستريت" اماكن معينة للتظاهر تحمل رمزية كبيرة في الاقتصاد العالمي مثل وول ستريت في نيويورك وحي "سيتي" المالي في لندن والبنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت.

وتمثل انتفاضة هذه الشعوب من امريكا الى آسيا وافريقيا واوروبا، بداية لتدشين عصر الشعوب للوصول الى ديمقراطية مثالية عالمية تختفي فيها الاختلالات في التوازن الاجتماعي وتقريب الفجوات بين طبقات المجتمع من خلال هز اركان الرأسمالية وانتاج نظام عالمي اكثر عدالة في توزيع الثروات بين فئات المجتمع.

ومن الواضح أن هذه الحركات باتت تكسب مزيدا من المؤيدين كل يوم، حيث تلقوا دعم آل غور وحاكم بنك ايطاليا ماريو دراغي الذي من المقرر ان يتولى رئاسة البنك المركزي الاوروبي اعتبارا من الشهر المقبل.

ومع ان التغيير المتوقع استجابة لهذه الاحتجاجات لا يبدو منظورا حتى الآن، إلا ان يوم 15 اكتوبر من كل عام سيصبح رمزا لهذه الحركة العالمية التي ربما تنجح في تعديل الموازين الاقتصادية، من خلال ثقلها كحركة ضغط تؤثر على القادة ومتخذي القرارات حول العالم.

 

 

Email