سوريا والجامعة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المؤكد أن القرارات التاريخية التي أصدرها مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الطارئ على المستوى الوزاري برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة امس بشأن الازمة المتصاعدة في سوريا، ستشكل نقطة فارقة في مسار الجامعة العربية التي ظلت زمنا طويلا عاجزة عن التعبير عن تطلعات الشعوب العربية والرأي العام في العالم العربي.

بل إن هذه القرارات ربما تؤسس للمرحلة الثانية من الجامعة العربية بعد أكثر من 67 عاما على انشائها لتصبح مؤسسة أكثر فعالية وتأثيرا وتعبيرا عن تطلعات الشعوبـ، لا الأنظمة التي نجحت خلال الفترة الماضية في تحويلها إلى كيان عاجز، لا تصدر عنه سوى بيانات الادانة والشجب التي لا تقدم ولا تؤخر.

الآن أصبح بإمكان الشعوب العربية ان تحتفي أكثر بالربيع العربي وتفاخر بثوراته وأجوائه التي جعلت من الجامعة ومجلسها الوزاري أكثر تعبيرا عن نبض الشعوب، دون حاجة إلى أوراق عمل وهياكل لإصلاح الجامعة.

هذا من جانب، ومن الناحية الأخرى، فإن القرارات الصادرة أمس عن مجلس الجامعة العربية، تؤشر الى حرص عربي واضح على أن يبقى حل الازمة فى سوريا عربيا خالصا وهو امر مهم لمصلحة سوريا وشعبها، ذلك أن البديل للحل العربي هو تدويل الأزمة مما قد يؤدي الى تعقيدات كبيرة.

إن حكومة سوريا والرئيس بشار الأسد أمام لحظة تاريخية حاسمة، بل إن النظام السوري بكامله أمام مفترق طرق، إما التجاوب مع الخطة العربية للحل والتي من شأنها أن تجنب البلاد والعباد الكثير من المعاناة وتحقن دماء السوريين، أو الدخول في نفق التدويل الذي يصعب التكهن بمآلاته وبالثمن الذي قد تدفعه سوريا من أجل التغيير.

إن الحل العربي يبقى مصلحة سوريا خالصة.. ويبقى كذلك الخيار الذي يؤمن سلامة سوريا وشعبها.

 

Email