سوريا.. الأفعال لا الأقوال

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت سوريا أمام محك لحل أزمتها، التي باتت مفتوحة أمام كل الاحتمالات، وخيارها الوحيد هو التنفيذ الكامل للمبادرة العربية "بندا بندا" وعليها الانفتاح بصدق تجاه الحل وتوقيع مذكرة تفاهم مع الجامعة العربية تحدد بوضوح "واجبات والتزامات كل طرف" بعد استقبال لجنة تقصي الحقائق، ذلك لان الوقت ينفد والدماء مازالت تسفك وهو ما يشكل ضغطاً على الجامعة العربية أمام مطالب الشعب العربي السورية بالحماية والتدخل الدولي.

الاعتذار السوري عن مهاجمة السفارات العربية، لا يكفي ولابد من خطوات لتنفيذ المبادرة العربية كحزمة واحدة بسحب الجيش من المدن والعودة إلى الثكنات، الحوار مع المعارضة وبدء الإصلاح، الإفراج عن المعتقلين، السماح لوسائل الإعلام بالدخول.

الترحيب السوري بلجنة تقصي الحقائق خطوة لكنها ليست كافية على الأرض، فلابد من وقف القمع والقتل، وحماية المدنيين، وتمكين المراقبين من حرية الحركة، ومقابلة كل الأطياف السورية بمختلف انتماءاتهم وفي كل المدن مع توفير ضمانات الحرية والحماية، المطلوب من سوريا الأفعال وليس الأقوال، أو الدخول في سجال، وبالقبول بتنفيذ المبادرة العربية ينفتح باب الحل قبل التئام الوزاري العربي في المغرب الأربعاء، الامر الذي يجنب سوريا احتمال التدخل الخارجي، وهو خيار غير مرغوب فيه، والأفضل أن يبقي الحل في البيت العربي، خاصة أن هناك أصواتاً بدأت تطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي.

ليس مفيداً عقد قمة عربية طارئة، لأن الوضع لا يزال كما هو، فلابد من خطوات ضرورية لتحقيق مطالب الشعب واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وإذا تم ذلك فإن أمام سوريا فرصة لاستعادة وئامها واستقرارها، وإقرار وزير خارجية سوريا وليد المعلم بوجود أزمة هو بداية الحل لها.




 

Email