أليس الصبح بقريب؟!

لا يبدو أن نظام الأسد قد وعى الدرس من أن الحل العربي انما أقرّ لحماية سوريا من التشطير الطائفي والعرقي، وحماية الشعب مما يتعرض له من قتل ممنهج واعتقالات، لكن هذا النظام بدا واضحا انه لا تهمه دماء المدنيين التي تسيل منذ أكثر من عشرة أشهر، وفعلا لا تهمه هذه الدماء ولا يقلقه الاصطفاف الاقليمي والدولي الى جانب انتفاضة الشعب السلمية، والأهم هو أن تبقى عائلة الأسد في الحكم ولو على جماجم الشعب.

ماطل الأسد وناور وما يزال، في تنفيذ استحقاقات الحل العربي، وراهن حتى اللحظة على الحل العسكري، وبأن كتائبه "حماة الديار" وشبيحته من ميليشيات البعث قد تتمكن من سحق ثورة الشعب بسفك المزيد من الدماء السورية الطاهرة التي تطالب بالحريات والعدالة الاجتماعية، واستمر المنتفعون والمهللون له في قيادة الدفة الإعلامية وتزييف الحقائق، فاستمر وحتى عشية انطلاق بعثة المراقبين العرب الى دمشق يمارس القمع والتستر خلف قناع استهداف النظام المقاوم والممانع بمؤامرة عالمية لإسقاطه واستبداله بنظام آخر يمرر مشروع الانبطاح للمخطط الأمريكي الاسرائيلي وبالتالي التخلص من قضية الشعب الفلسطيني.

يومان فقط مرّا بعد أن وقع مبعوث النظام السوري "لم يكن وزير الخارجية" على بروتوكول المراقبين، انتهك في شكل صارخ التزامه بوضع حد للعنف وسحب قوات الامن من المناطق السكنية في المدن والقرى والأرياف، فكيف يمكن الوثوق بهكذا نظام؟!.

ألم يحن الوقت لإنهاء المعاناة والمجازر، ألم يحن الوقت أيضا لتطبيق كل بنود الخطة العربية في شكل كامل وفوري، وبينها الانسحاب الكامل لقوات الجيش والافراج عن المعتقلين السياسيين وتسهيل وصول المراقبين ووسائل الاعلام الدولية الى كل انحاء سوريا؟

هذا السؤال وغيره الكثير من الأسئلة، نلتمس لها جواباً من هذه الطغمة الحاكمة في دمشق، والا فان المجتمع الدولي سيتخذ تدابير جديدة ضد النظام، وليس تحويل ملف الازمة الى مجلس الامن ببعيد،اذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة العربية في شكل تام ودقيق.

الأكثر مشاركة