أزمات الأسد تتزايد تعقيداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان هناك احتمال، وان كان ضئيلا أن يخرج الرئيس السوري بشار الأسد من الأزمة الدموية التي ساق اليها الشعب، لو أنه استمعفي البدايات الى النصائح التي ابديت اليه من أصدقائه غير العرب، ومن أشقائه العرب، ومنها المبادرة العربية التي ما زالت تراوح بنتائجها بالمكان، بينما حكام دمشق يتلاعبون بالزمان، أي بالوقت، في محاولة يائسة للقضاء على الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ 11 شهرا .

الأسد، لم يتوقع ثورة مارس الشعبية، ولم يكن محقا بذلك، فالشعب الذي صودرت ارادته وحريته طوال العقود الأربعة الفائتة بقوة الحديد والنار، حسم بانتفاضته السلمية أمره باسقاط النظام بكل رموزه وشخوصه السياسية والأمنية والاقتصادية، بعد أن ازكم الفساد الانوف وامتلأت بالاموال الجيوب، ولا عودة الى المربع الأول أبدا كما تقر بذلك كل أطياف المعارضة الوطنية في الداخل السوري وفي الخارج، بل ذهبت الى أبعد من ذلك بالمطالبة بمحاكمة الأسد مع اتباعه واشياعه على جرائمه.

الاحد، واليوم الذي يليه، يوم حاسم في مسار المجهود العربي لحل الازمة السورية،فعلى جدول أعمال اجتماع وزاري "الأزمة السورية"، وتاليا الوزاري العربي، التقرير النهائي عن نتائج عمل المراقبين في سوريا، وسط توقعات بانه سيكون محطة فاصلة تمهيدا لأخذ قرار بشأن استمرار عمل البعثة في سورية أو عودتها،وفي هذه الحال الاستعانة ببعض خبراء الامم المتحدة في مجال المراقبة ومتابعة الوقائع ميدانيا، نظرا لاستمرار حالة القتل والمراوغة في تطبيق باقي بنود المبادرة ومنها ايضا سحب المظاهر العسكرية من المدن والبلدات الثائرة.

ورغم حبال النجاة التي يمدها العرب لانقاذ الأسد بشخصه واشياعه، الا أن هذا النظام يصرّ على أن يحل أزمته مع الشعب بقوة العسكر وميليشيات البعث المسلحة، أو ما يطلق عليه الشبيحة، وما أكد ذلك استباقه باعلان رفضه لاستقبال قوات عربية ليسد الطرق تماما أمام أي مسعى يهدف الى المساعدة في ايجاد مخرج لهذه الازمة الدامية، وبالتالي تحقيق تسوية سياسية واعادة الاستقرار الى سوريا .

ولنعد الى الذاكرة، أي الى سبعينات القرن الماضي، وكيف أن لبنان وافق على الاستعانة بقوات عربية لوقف الاستمرار بالحرب الأهلية هناك، وشكلت القوات السورية العمود الفقري لما بات يعرف حينها بقوات الردع العربية .
يجب على الأسد ونظامه، التخلي عن الاستكبار والعنجهية، والتوقف عن العزف على وتر التدخل الاجنبي، واعتبار أي خطوة عربية حميدة، بانها "تدخل" مثلما جرى في تعامله مع بروتوكول المراقبين، حيث ظل يراوغ به لبضعة أسابيع ويختلق الحجج والذرائع والمعوقات للتفلت منه؟!.

Email