شهدت المملكة منذ بداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الكثير من المبادرات وبرامج التطوير. والتطوير شملت نواحي الحياة المعاصرة كافة، وطالت تحديث القضاء والصحة والخدمات الاجتماعية والتعليم، التعليم الذي يُعَدُّ قطب الرحى والمرتكز الأساسي ومدماك التطور لأي مجتمع ينتهج التحديث واللحاق بركب الحضارة.
تحديث التعليم الذي يعطيه خادم الحرمين الشريفين جُلَّ اهتمامه شمل العديد من النواحي، وتطوير البرامج والمناهج، وإعداد الإنسان السعودي إعداداً علمياً يجمع بين الحفاظ على الأصالة والأخذ بالمعاصرة. وقد تميز برنامج تطوير التعليم وتحديثه بوجود (برنامج الابتعاث) الذي حقق للمملكة طفرة إيجابية غير مسبوقة في رفع مستوى التعليم العالي. هذا البرامج الطموح الذي أُنجز من مراحله المتعددة سبع مراحل ضخَّتْ (عقولاً) وكفاءات علمية لا يقتصر دورها في تحسين مخرجات التعليم فحسب، بل وتحسين البيئة الثقافية والفكرية لأبناء الوطن. فهؤلاء الخريجون الذين نهلوا العلم من أفضل 500 جامعة علمية في العالم، لابد وأن يُحسِّنوا من المناخ الفكري والثقافي والعلمي وحتى الاجتماعي العام في بلد ينشد التطور والسائر نحو الحداثة دون التخلي عن الأصالة.
برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث هدفه الإستراتيجي بعد الانتهاء من مراحله العشر، والتي نأمل أن تضاف إليها مراحل أخرى لثبات جدواه ونجاحه، هدفه الإستراتيجي تخريج 50 ألف مبتعث سعودي من أفضل 500 جامعة في العالم بحلول عام 2020م، وهؤلاء الخريجون سيضيفون بعداً علمياً وحضارياً، ولابد أن يدعموا القاعدة الفكرية والتنويرية للبلد وسيشكِّلوا رافداً علمياً لإدارة عملية التغيير الإيجابي الذي يشهده الوطن في مناحي الحياة كافة.
تحديث التعليم، وتطوير المناهج في التعليم العام والعالي، والتوسع في إنشاء الجامعات لتكون حاضرة في كل محافظة سعودية بعد أن غطت المناطق كافة، يتعزز بقوة بنجاح برنامج الابتعاث الخارجي، الصورة الوضاءة والرائعة لمبادرات خادم الحرمين الشريفين في تطوير وتحسين كل مناحي الحياة في المملكة، والنموذج الأفضل في ترجمة توجه القيادة السعودية للاستثمار في الإنسان السعودي وجعله أفضل أدوات التنمية المستدامة.