"فيتو" دموي

"الفيتو" المزدوج الذي واجهت به روسيا والصين قرار مجلس الامن الدولي مساء امس، أدخل الازمة السورية في نفق مظلم ومستقبل قاتم، خصوصا انه جاء بعد ساعات من مذبحة بشعة ارتكبها النظام السوري في حي الخالدية بمدينة حمص اوقعت اكثر من مائتي قتيل وأثارت صدمة كبيرة حول العالم.

لقد كان الموقف الروسي والصيني مخيبا لآمال الشعوب المحبة للحرية والديمقراطية في كل انحاء العالم، وضربة للضمير الانساني الذي ظلت تروعه منذ مارس من العام الماضي وعلى مدى الاشهر التي تلته الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الاسد بحق شعبه والتي وصفتها منظمات حقوق الانسان بانها ترقى الى جرائم ضد الانسانية.
بالامس فشل مجلس الامن الدولي، بسبب "الفيتو" الروسي، في تحمل مسؤولياته في حفظ الامن والسلم الدوليين وفي توفير الحماية اللازمة للشعب السوري الذي يواجه آلة القتل والقمع والتنكيل في كل يوم.

ان روسيا والصين شجعتا بموقفهما المتقاعس امس نظام الاسد على المضي في طريق التصعيد الامني المستمر وارتكاب المزيد من المجازر الوحشية مثلما حدث امس في حمص ومن قبل في حماة وتوفير الوقود اللازم لتحويل ما يحدث في سوريا الى حرب أهلية.

لقد جاء القرار المقدم الى مجلس الامن بطلب من مجلس الجامعة العربية بعد اجماع عربي على ضرورة الحصول على الدعم الدولي للخطة العربية لحل الازمة في سوريا من خلال نقل السلطة سلميا بما يعبر عن تطلعات الشعب السوري.

ان روسيا والصين لم تقوضا بالامس تطلعات الشعب السوري وحده، وانما وقفتا في وجه اجماع عربي عبرت عنه القرارات التي صدرت تباعا عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. بل ان الدولتين وقفتا في وجه اجماع دولي كبير، وتتحملان بالتالي المسؤولية الكاملة عن توفير الغطاء للنظام السوري والوقوف ضد صوت الشعب الذي ينادي بالحرية.

ان الجامعة العربية مطالبة بالرد على الموقفين الروسي والصيني اللذين ظلا يتجاهلان رياح الربيع العربي التي تهب على المنطقة، وقد حان الوقت ان تعلم موسكو وبكين انهما اصبحتا بلا اصدقاء في المنطقة.

الأكثر مشاركة