قرار حاسم وشجاع

اتخذت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس قراراً شجاعاً وحاسماً بسحب جميع سفرائها من سوريا والطلب من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وجاء هذا القرار بعد أن انتفت الحاجة لبقاء سفراء النظام السوري الذي رفض كل المحاولات واجهض كافة الجهود العربية المخلصة لحل الازمة وحقن دماء الشعب السوري.

الموقف الخليجي هذا لم يكن متسرعاً ولم يأت متعجلاً، كما لم ينطلق من فراغ، وإنما جاء بعد أن نفد صبر دول مجلس التعاون وبلغت حالة من الأسى والصدمة والاشمئزاز إثر تزايد وتيرة القتل والعنف الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة بهذا البلد "أقل ما يمكن وصفها بأنها مجزرة جماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية"، كما ذكرت دول المجلس في بيانها الرسمي بهذا الشأن.

هذا القرار الحاسم والشجاع يؤكد من جديد انزعاج دول المجلس من موقف النظام السوري الرافض لكل جهود ومساعي حقن دماء الشعب السوري الشقيق، وهو بذلك يوجه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى مجلس الجامعة العربية الذي سينعقد الأسبوع القادم باتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه الأعزل بعد أن قارب عمر الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل.

الخطوة الخليجية، لم تكن منفردة وإن كانت تتميز بالريادة في هذا المجال، حيث بادرت دول مثل قطر والسعودية بخطوات مبكرة في هذا السياق، إلا أن الخطوة تأتي بالتزامن مع تحرك دولي تعزز بقرار واشنطن ودول أوروبية عدة بسحب سفرائها من دمشق للضغط على هذا النظام، حيث أعلنت بلجيكا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا أمس "استدعاء سفرائها "للتشاور"، الأمر الذي يضع الدول العربية أمام مسؤوليتها الأخلاقية والانسانية للوقوف مع الشعب السوري الشقيق أمام آلة القمع والقتل.




 

الأكثر مشاركة