اليوم الرياضي علامة فارقة في نفوسنا وتاريخنا

لعلها رسالة جميلة رقيقة من ابن بار لهذا الوطن، تلك التي أراد إرسالها لنا، نحن أبناء المجتمع القطري، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الامين، عبر تخصيص يوم رياضي للدولة، تلك الرسالة مفادها أنكم يا أهل قطر أغلى ما نملكه، لذلك يتوجب الحفاظ عليكم، والذود عنكم ضد كل ما يعوق سعادتكم ويستهدف صحتكم.

كثير منا لم ينتبه، عندما سمع بالمبادرة الكريمة من سمو ولي العهد، لغاياتها النبيلة وأهميتها الكبيرة، ولكن بمجرد أن أطلت شمس الرابع عشر من فبراير، وتجلى أروع مشهد رياضي عرفته قطر في تاريخها حتى أدرك الغاية وأيقن المعاني السامية لهذا اليوم الرسالة.

لقد سجل هذا اليوم علامة فارقة في نفوسنا قبل تاريخنا، فمَن منا لم يقف مع نفسه ويتساءل هل يستمر بنمط الحياة نفسه بعد اليوم الرياضي، الذي انخرطنا فيه بممارسة أنواع الرياضة والأنشطة البدنية؟

أوليس حريا بنا أن نغير أسلوب حياتنا بعدما حصدنا بمشاركتنا الرياضية انشراحا في الصدر وقوة في البدن؟

في يومنا الرياضي وجدنا أنفسنا فجأة نتحرر من أغلالنا المصطنعة، فهذا شيخ هرم، يسابق حفيدته، وهذه أم، منتقبة محتشمة، تتبادل قذف الكرة مع ابنها، وهذا رجل يسير مع زوجته يتبادلان الحديث، السعادة تلفهما والحيوية أيضا، وهؤلاء أطفال وجدوا في أبيهم زميلا وصاحبا وكأنهم يرونه لأول مرة، وهذا.. وهذا، من صور مبدعة رسمت لوحة رائعة لوطن آمن، يعود الفضل في رسمها لسمو ولي العهد حفظه الله.

رسالتكم وصلت سمو الشيخ تميم.. فهذا اليوم الرياضي لن يكون مجرد نشاط رياضي انتهى بغروب شمس الرابع عشر من فبراير، بل سيصبح سلوكا ونهجا وممارسة وأخلاقا، وستعم ثقافة الرياضة لدى مختلف شرائح المجتمع القطري لنثبت للعالم أننا عاصمة عالمية للرياضة.

الأكثر مشاركة