رغم أن مؤتمر أصدقاء سوريا لا يمكن أن يحقق كل آمال وطموحات الشعب السوري إلا أنه يمكن اعتباره خطوة إيجابية أولية لتصحيح مسار الجهد الدولي لإنقاذ الشعب السوري من توحش وظلم نظام بشار الأسد.

أول المؤشرات الإيجابية لمؤتمر أصدقاء سوريا، الذي بدأ أمس في تونس، هو مشاركة أكثر من خمسين وزير خارجية دولة مشاركة إيجابية، يسعى من خلالها الوزراء إلى بحث وسائل وآليات لمساعدة الشعب السوري من خلال دعم ثورته وتقديم الإغاثة للمنكوبين، وليس كما كان يحدث في مؤتمرات ولقاءات سابقة، بما فيها اجتماعات مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية؛ حيث تطوعت بعض الأنظمة بحماية نظام بشار الأسد من المحاسبة الدولية ومدِّه بمقومات البقاء، سواء من خلال الدعم الدبلوماسي أو منحه فرصاً وقتية لتنفيذ عمليات القمع ضد الشعب السوري!

ما يميز مؤتمر أصدقاء سوريا أن المشاركين في المؤتمر لديهم تصور واضح، وأمامهم خطة لمساعدة الشعب السوري؛ فحسب ما تسرب من نسخ للبيان الختامي للمؤتمر فإن الدول العربية والغربية والإسلامية ستطالب السلطات السورية بالسماح فوراً بدخول مساعدات لمدن حمص ودرعا والزبداني ومناطق أخرى تحت حصار كتائب الأسد.

كما يتضمن البيان دعوة دمشق إلى وقف كل أشكال العنف فوراً؛ حتى يتسنى للدول المشاركة تقديم المساعدات الإنسانية، متعهدة بأن يتم ذلك خلال 48 ساعة إذا أوقفت سوريا هجومها على المناطق المدنية، ورفعت الحصار المفروض على بعض المدن، الذي دخل في بعضها أسبوعه الرابع، كما هو حاصل لمدينة حمص.

هذه المطالبات، التي تتمحور حول المساعدات وإغاثة الشعب السوري، لا يمكن أن تواجَه بالرفض من قِبل نظام بشار الأسد حتى وإن بيَّت النية بفرض إرادته على الشعب السوري بفرض الحصار وتجويعهم ومنع علاج المصابين منهم بإغلاق المشافي وتهديم الموجود منها، كما أن هذا التحرك الدولي الذي تقوده أكثر من 50 دولة لا يترك مجالاً لمن يساندون بشار الأسد من حلفائه في موسكو وطهران وبكين وبغداد أن يعارضوا مثل هذا التحرك الإنساني، وهم إن فعلوا فسوف يزدادون عزلة ونفوراً من قِبل الأسرة الدولية، وبخاصة من أبناء الأمتَيْن العربية والإسلامية.