قطر والانحياز للشعوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الموقف القطري منذ بداية ثورات الربيع العربي ثابت ولم يتغير ويستند الى اسس واضحة تقوم على حق الشعوب في الحرية وان تنعم بالإصلاحات وانه لا يمكن لأحد ان يعترض حركة الشعوب التي تسعى للديمقراطية ونيل حقوقها، وجاء الموقف القطري تجاه ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا منحازاً الى الشعوب التي خرجت تطلب التغيير نحو مستقبل افضل.
واستند موقف قطر منذ اليوم الأول لانطلاق الربيع العربي- كما قال معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية امس أمام البرلمان الأوروبي- الى أن الإصلاح العميق والشامل أكثر من ضروري وأنه لا يمكن إبقاء الأمور على حالها وممارسة سياسة الهروب إلى الأمام وعلى القيادات أن تستبق الأمور، فتلجأ إلى الإصلاح عبر الحوار الهادف والعمل على بلورة عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع. إذ لا تنفع عملية الوقوف في وجه حركة الشعوب كما يعلمنا التاريخ البعيد والقريب.
قطر لعبت منذ بداية الثورات العربية دوراً مبادراً ناشطاً بشكل مباشر محاولة قدر الإمكان المساعدة والمشاركة في مواكبة التغيير لمنع حدوث تداعيات سلبية قدر المستطاع. وإذ بقيت الثورة التونسية وبعدها المصرية بسبب خصوصية البلدين في إطار وطني تم التغيير فيهما بشكل سريع، فإن الأزمة اليمنية كانت تحمل مخاطر انفجار كبير يتخطى الحدود الوطنية وكان لمجلس التعاون الدور الأساسي في المبادرة لصياغة خريطة طريق للتسوية والخروج من النفق.
وفي الشأن الليبي بادرت قطر في إطار جامعة الدول العربية لمنع تفاقم الأزمة وإيجاد آلية للتغيير الآتي والذي حاولت القيادة الليبية السابقة رفض الاعتراف به وإدخال ليبيا في مخاطر حرب استنزاف داخلية مكلفة.
ومنذ اندلاع الازمة السورية سعت قطر للعمل على وقف آلة القتل بحق الشعب السوري من قبل النظام والعمل على وقف حمام الدماء وإنقاذ سوريا لأن الهدف في النهاية كما تعبّر عنه كافة فصائل المعارضة السورية هو قيام نظام ديمقراطي يحترم حقوق الجميع.
قطر تدرك أن تحديات الربيع العربي، ربيع الشعوب العربية ليس بالأمر السهل وتدرك ان الأمن الخليجي والأمن المتوسطي مترابطان وان المطلوب مواجهة التحدي بشكل مشترك وفي كافة المجالات لمصلحة الاستقرار الإقليمي والدولي.
وتدرك ايضا ان غياب الحل وعدم تسوية القضية الفلسطينية يبقي المنطقة في حالة من الصراع.
قطر تملك رؤية شاملة وموقفها يقوم على ان الشعوب ابقى من الانظمة وان الاصلاح حق للشعوب وانه لا يمكن الوقوف امام حركة الشعوب وشوقها للحرية.
 

Email