كوفي عنان.. مهمة صعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أول تقرير له منذ تكليفه مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، أبلغ كوفي عنان أعضاء مجلس الأمن بأنه تلقى ردوداً مخيبة للآمال من النظام الحاكم في دمشق على مقترحاته المكونة من ست نقاط لحل الأزمة السورية التي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وبدا واضحاً من افادات كوفي عنان، ان عمليات الخداع والمراوغة التي يمارسها نظام الرئيس بشار الأسد إزاء كل المبادرات المطروحة اقليميا ودوليا واستمراره في اعمال القمع واسعة النطاق ضد المدنيين بما يرقى الى حد ارتكاب جرائم ضد الانسانية، تتم في ظل الانقسام الذي يشهده مجلس الامن الدولي بعد فشله مرتين بسبب الفيتو الروسي الصيني المزدوج في استصدار قرار بشأن الاوضاع في سوريا. حيث يستغل نظام البعث الدموي هذا "الفيتو" كغطاء لمواصلة عملياته القمعية التي تهدف لسحق الثورة الشعبية بدباباته وآلته العسكرية الثقيلة.

لقد وجه المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان دعوة واضحة الى اعضاء مجلس الامن، مفادها ان اهم العوامل التي قد تساعد على انجاح مهمته هي اتفاق أعضاء مجلس الأمن على توحيد موقفهم حيال نظام الرئيس بشار الأسد، حيث شدد بعبارات واضحة على اهمية ان يكون موقف المجلس قويا وموحدا، وانه كلما زادت قوة رسالة المجتمع الدولي في دعم جهوده ، كانت فرص الحل أفضل، مذكرا بان الضغط الموحد من قبل مجلس الامن الدولي على سوريا نجح في السابق ودفع دمشق الى سحب قواتها من لبنان.

ان هذا التقرير الاولي الذي قدمه كوفي عنان امس يضع الدول الاعضاء في مجلس الامن امام مسؤولياتها، بعد ان ثبت ان ما حدث من انقسام شجع النظام على تفعيل آلة القتل والقمع التي لم ترحم البشر والحجر في حمص وادلب وريف دمشق وحلب وغيرها من المدن الثائرة منذ اكثر من عام وأدى الى سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل ولجوء ونزوح عشرات الآلاف من السكان الذين أجبرتهم آلة النظام العسكرية على الفرار.
 

Email