كلية الدفاع الوطني استشراف لآفاق المستقبل

تعزيزًا للرؤية الشاملة لمؤسس نهضة عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في أهمية توفير كافة الإمكانات لجنود جلالته وأبناء شعبه الأوفياء التي تمكنهم من مواكبة متطلبات النهضة الحديثة وتطورات العصر وما يفرزه من علوم وابتكارات واختراعات، وبخاصة في المجال العسكري والأمني والدفاعي، جاء إشهار كلية الدفاع الوطني ونظامها بموجب المرسوم السلطاني رقم (2/2013م).
وما من شك أن الكلية تعد مفخرة لقوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عُمان السلطانية وجميع الأجهزة الأمنية، وتمثل إضافة علمية كبيرة من شأنها أن ترفد بالعلم والمعرفة منتسبي هذه القوات والمعنيين بقضايا الأمن والدفاع، ويتوازى دورها مع جهود جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ أيده الله ـ الذي حرص منذ بداية عصر النهضة الحديثة أن تنهض عملية التسليح والتدريب والتأهيل بأبطاله الأوفياء على نحو يحفظ لقواتنا المسلحة والمؤسسات الأمنية مستوى عاليًا من الكفاءة في الأداء والجاهزية وقت السلم ووقت الحرب، وإذا كنا دعاة سلم وحق وحرية فإن وجود القوات المسلحة المؤهلة أفضل تأهيل يمثل حماية لهذه القيم العليا التي يجري غرسها في القوة البشرية التي تؤدي واجبها الوطني في شتى ميادين الحياة.
فإذا كان التدريب العسكري هدفًا قائمًا ولازمًا من أجل رفع المستوى في المهارات والقدرات، وينمي في الوقت عينه في الأنفس حب الوطن والقدرة البدنية، ويوسع المدارك العقلية، ويعزز من الرؤية لحركة الحياة ومتطلباتها، فإن الإلمام المعرفي والثقافي والعلمي، والبحث والتطوير في الدراسات الاستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع، والتسلح بالمهارات الفعالة التي تمكن من تولي المناصب القيادية في المستوى الاستراتيجي، وتنمية الخبرات والقدرات الذاتية بأسلوب علمي يرتكز على الحوار الهادف والنقاش التفاعلي، وإعداد البحوث الفردية والجماعية وأوراق العمل، فإن كل ذلك وأكثر ستعمل كلية الدفاع الوطني على غرسه في منتسبيها أو الراغبين في الرشف من معينها، ولعل ما يزيد هذه الكلية الوليدة مكانة علمية ويحفز على الرغبة في الاستفادة من دوراتها التي تمتد لعام دراسي كامل، بالإضافة إلى منهاجها وبرامج دوراتها، هو ارتباط الكلية أكاديميًّا بجامعة السلطان قابوس في برنامج الماجستير في الدراسات الاستراتيجية للأمن والدفاع الوطني الذي تقدمه الكلية اختياريًّا لمنتسبيها، وذلك من أجل إثراء المنهاج العام للكلية ورفد برنامج الماجستير بالخبرات والمعارف الضرورية بما يحقق أعلى مستويات الجودة في التعليم، وذلك نظرًا لما تمتاز به جامعة السلطان قابوس من مكانة علمية وأكاديمية رفيعة باعتبارها أعلى مؤسسة للتعليم العالي على المستوى الوطني. كما يشرف على الكلية مجلسان أحدهما مجلس الكلية والآخر المجلس الأكاديمي للكلية، وينص النظام الداخلي لكلية الدفاع الوطني على اختصاصات ومجالات عمل كلا المجلسين.
إن انتشار مثل هذه المؤسسات العلمية والبحثية في جميع المجالات يعد دليلًا مهمًّا على تطور الوعي بأهمية البحث العلمي لاستشراف آفاق المستقبل، وذلك وفق المنظور المعرفي لتطور المجتمعات وتقدمها، ومن أجل تأمين مسيرة التطور والتنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا في ظل القيادة الحكيمة لقائد مسيرة النهضة المباركة جلالة القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه.