سوريا الغد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الدول الكبرى، وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا، ومنذ ثلاث سنوات تقدم "رِجلا" وتؤخر أخرى، فيما يتعلق بالأزمة السورية، حيث بدأت الخلافات تدب بين الاطراف الفاعلة في المجتمع الدولي حول مؤتمر "جنيف 2" أو المؤتمر الدولي حول سوريا الذي اتفق عليه وزيرا خارجية امريكا جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف قبل أيام قليلة.

فقد استبعد مسؤول روسي رفيع المستوى ان يعقد المؤتمر خلال شهر مايو الجاري ؛ كما أعلن الوزيران في وقت سابق، وذلك في اول اشارة الى وجود خلافات حول المؤتمر، حيث تشتد تلك الخلافات حول الاطراف المشاركة في المؤتمر، وكذلك مدى توافق موسكو وواشنطن حول رحيل بشار الاسد، قبل تطبيق خطة جنيف التي تنص على تنظيم انتقال سياسي في سوريا. ومن الواضح ان المجتمع الدولي العاجز، لا يزال يدور في حلقة مفرغة، في حين دخلت الازمة عامها الثالث وحصادها اكثر من مائة ألف قتيل وملايين المهجرين من ديارهم من لاجئين في دول الجوار أو نازحين في الداخل السوري، ناهيك عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية لسوريا والخراب الذي نشرته اسلحة النظام القمعي الثقيلة في المدن والبلدات والقرى على امتداد المحافظات السورية المختلفة. بل ان النظام الذي استخدم كل اسلحته من مدفعية ودبابات وطائرات وحتى صواريخ "سكود" والسلاح الكيماوي في مواجهة شعبه، بدأ يلعب على خطر اشعال المنطقة من خلال افتعال التفجيرات والقصف الذي يستهدف دول الجوار.

لقد كشفت الازمة السورية، عن تقاعس آليات المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياتها المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة، بل ان المواقف المختلفة للدول الكبرى ازاء ما يجري، فضحت كيف اصبحت دماء السوريين محلا للمساومة والابتزاز وتسجيل النقاط، بعد ان سقط العالم في اختبار الانسانية والعدالة والانصاف.

ان الشعب السوري الذي هب قبل ثلاث سنوات، ولايملك من اسباب النصر سوى الايمان بعدالة قضيته، لا شك انه ماض في طريقه من اجل الحرية والكرامة بعد ان بذل في سبيلها كل عزيز وغال. والمؤكد ان سوريا اليوم ليست كالامس، ولن تكون غدا إلا منتصرة بارادة شعب واجه تقاعس العالم واسلحة النظام وحلفائه من مليشيات ودول دون ان يتراجع او يتخلى عن حقوقه المشروعة.
 

Email