مسؤولية المجتمع الدولي وحق الشعوب بالتغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف الدول الفاعلة في المجتمع الدولي في مواجهة لحظة تاريخية حاسمة، فإما أن تكون على قدر المسؤولية، وإما أن تحمل وصمة عار بحق الإنسانية على مدى الأجيال والعقود المتعاقبة.. هذه الحقيقة حذر منها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال مخاطبته منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، لأن دماء الشعب السوري تستباح من قبل نظام متغطرس مستبد لا يجيد سوى استخدام الحل العسكري لقمع شعبه وثورته المشروعة.. وعلى الرغم من دخول ثورة الشعب السوري العام الثالث واستمرار سفك الدماء بعنف وضراوة من النظام مخلفاً الدمار والتهجير وآلاف الضحايا يبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن القيام بمبادرة حاسمة تشكل بارقة أمل لهذا الشعب المظلوم.

أمام هذا الواقع المرير الذي سدت فيه آفاق الحل أطلق صاحب السمو تحذيره الشديد والواضح للمجتمع الدولي بالقول "لم يعد مقبولاً من الدول الفاعلة عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة"، خصوصاً أن المبادرات الدولية والعربية قد فشلت في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقل.

لقد جاء تحذير صاحب السمو للمجتمع الدولي في سياق تشخيص للواقع الذي يشهده العالم، حيث النظام العالمي يشهد تغيرات متلاحقة كان العالم العربي أبرز ساحات هذا التغير، ولذلك أطلق سموه تحذيراً موجهاً إلى من يعنيهم الأمر، وهو "أن من يرفض الإصلاح والتغيير، ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة سوف تغيره ضرورات التاريخ ومسيرة الزمن.. فالشعوب لاتقتات بالشعارات ولا تكتفي بالايدولوجيات".

لقد عبر سمو الأمير أبلغ تعبير عما تتطلع إليه الشعوب العربية التي تتوق إلى التغيير والإصلاح والمشاركة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية كحق مشروع يحفظ الكرامة الإنسانية.
 

Email