مصر.. لا بديل للحوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اندلاع ثورة 25 يناير العظيمة في مصر وانتصار الشعب في ازالة نظام حسني مبارك البائد، ولا تزال ام الدنيا تعاني من صعوبات الانتقال ومعركة ترسيخ الديمقراطية في البلاد، حيث تعيش مصر حالة من الانقسام العميق وصلت الى درجة المطالبة بإطاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ويبدو ان الانقسام بين معسكري الحكومة والمعارضة وصل الى الذروة عشية دعوة المعارضة للتظاهر اليوم الاحد، حيث يحشد الجانبان، الموالون لمرسي ومعارضوه، انصارهما في الشارع حيث تحولت ساحات مصر في المدن والمحافظات الى ساحات للمواجهة والاشتباكات بعد حالة الاستقطاب الحاد، مما اثار المخاوف من ان مصر على اعتاب مرحلة خطيرة، الامر الذي دفع مؤسسة الازهر الى اطلاق التحذيرات من دخول البلاد في حرب اهلية.

لقد سقط ثمانية قتلى ومئات الجرحى في مواجهات بين الموالين والمعارضين في الايام الاخيرة وقبل يوم المظاهرات الموعود، وذلك في اوضح بروفة لما قد تؤول اليه الاوضاع اذا خرجت الامور خلال هذا اليوم عن نطاق السيطرة، خصوصا في ظل استعداد الطرفين للمواجهة الوشيكة التي برزت مظاهرها في عمليات التسلح بالعصي واقامة الحواجز في ساحات التظاهر.

ان لجوء القادة السياسيين الى استخدام سلاح التظاهرات والتظاهرات المضادة وتعبئة الشارع، رغم انه حق مشروع ويكفله النظام الديمقراطي، الا ان العواقب المحتملة لمثل هذا السلوك في ظل حالة الاستقطاب الحاد، قد تقود الى كارثة لا تحمد عقباها، وهي كارثة سيكون الخاسر فيها هو الشعب المصري بأكمله.

ان السبيل للخروج من عنق الزجاجة هو بجلوس الفرقاء الى طاولة الحوار ومحاولة ايجاد حلول توافقية تساعد في العبور بمصر الى بر الامان. ان حكمة القادة السياسيين تتجلى في مثل هذه الاوقات، حيث ينهض القادة من الجانبين في وقت الازمات ليقودوا بلادهم وشعبهم الى كلمة سواء.
 

Email