لا تذبحوا ثورة مصر

ثمة مخاوف راحت تتعاظم بشكل لافت ومعها تعقيدات تتبدى بالأفق في المشهد السياسي المصري؛ جراء حالة الانقسام التي يعيشها الشارع المصري هذه الأيام؛ والتي أفرزتها تداعيات الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي الأسبوع الماضي.

تعقيدات المشهد ومخاوفه تنسجها وتشعل نيرانها حملات الشحن التى يمارسها الطرفان.. المؤيدون للرئيس مرسي المطالبين بعودته باعتباره الرئيس المنتخب بإرادة شعبية؛ وبالمقابل يشن المعارضون له والمؤيدون لحركة الإطاحة به حملات فى نفس الاتجاه؛ لتتشكل للأسف حالة من التراشق بالمظاهرات بين الجانبين، لو استمرت ستلقي بمصر إلى منعطف خطير، وتنزلق بالوطن كله إلى الهاوية — لا قدر الله — وعندها سيغرق جميع الأطراف ويجرون الوطن معهم إلى نفق مظلم، يعلم الله وحده منتهاه؛ وعندها سيدفع الثمن هؤلاء وأولئك.

وعليه.. نعتقد أن المسؤولية الوطنية لكل رموز وقادة العمل السياسي في مصر، تحتم عليهم التحلي في تلك المرحلة الحرجة، بأكبر قدر من الحكمة،

وتجنيب المصالح والمكاسب الحزبية الضيقه؛ وإعلاء مصلحة مصر التي تتسع للجميع، حتى تنهض من تلك الكبوة؛ وتتحرر من بين براثن تلك اللحظة التاريخية المؤلمة والمؤسفة؛ التي وضعتها في مفترق الطرق، بفعل تناحر وتقاتل أولادها.

العالم كله يترقب كيف ستخرج مصر من أزمتها؟ وهو ما يتطلب من أبنائها — بكافة انتماءاتهم الحزبية — أن يقدموا نموذجاً ومثالاً راقياً للعالم فى الخروج الأمن والحضاري منها؛ مثلما فعلوا في ثورة 25 يناير التي أذهلت العالم في طهرها وقدسيتها.

مصر بحاجة ماسة اليوم قبل الغد إلى التعجيل برص الصفوف، وتجاوز كل الخلافات؛ لوقف مسلسل الصراع الدموي الرهيب الذي يستهدف شبابها من بعض فئات المندسين، وخاصة — فلول نظام مبارك — الذين وجدوا فى حالة الفوضى والتشظي الحادثة الآن بيئة صالحة لهم؛ لكي يخرجوا من جحورهم، وينفذوا خططهم الشيطانية للإجهاز على ثورة 25 يناير التي أزاحتهم عن حكم مصر.

يا شباب مصر وأبطال الثورة.. ويا ساسة مصر"المتشاحنون".. انتبهوا إلى ما يدبر لثورتكم؛ ووحدوا كلمتكم، ورصوا صفوفكم، لإعادة الأفاعي إلى جحورهم، قبل أن يفتكوا بكم؛ ويغرسوا أنيابهم في جسد ثورتكم المباركة، فيقتلوها، وعندها ستحل الكارثة بالجميع!!
 

الأكثر مشاركة