مصر والانقسام

التطورات التي تحدث في مصر بسبب تفاعلات عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا الدكتور محمد مرسي من شأنها ان تعمق الانقسام المتزايد وسط الشعب المصري الذي بدا محتارا امام ساحتين كل منهما ترى انها تمثل الشرعية.

وبعد المواجهات التي جرت امام مقر الحرس الجمهوري، حيث قتل 57 شخصا بينهم 53 محتجا واربعة من قوات الأمن في مواجهة اثارت قلق العالم والمنظمات الحقوقية، جاءت الاخبار تحمل انباء عن صدور اوامر بالقبض على عدد من زعماء جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبه محمود عزت والقياديان عصام العريان ومحمد البلتاجي بتهمة التحريض على أحداث العنف تلك.

وبغض النظر عن مواقف الاطراف الداخلية المصرية المختلفة وردود الافعال الخارجية حول ما جرى من عزل للرئيس وما تبع ذلك من تداعيات، الا ان الاستمرار في طريق الاجراءات الاستثنائية في مواجهة جماعة الاخوان من احتجاز للرئيس المعزول ووقف بث القنوات الفضائية التابعة لهم او ملاحقة اعضاء وقادة التيار الاسلامي بسيف الاعتقالات او الدعاوى القضائية لن تشجع على التحرك في اتجاه المصالحة الوطنية او توحيد صف المصريين.

لقد أحدث ما جرى مرارات وصدوعا عميقة وسط صفوف الشعب الذي تتعمق حالة الانقسام لديه كل يوم بين مؤيدي محمد مرسي ومعارضيه الى درجة خطيرة باتت تنذر بكارثة جديدة في المنطقة التي تخشى من ان تنتهي ثورة 25 يناير المصرية العظيمة الى مصير لا يليق بها.

ان حلول شهر رمضان الكريم ينبغي ان يكون فرصة لكل الاطراف المصرية لكي تتحلى بالحكمة اللازمة لتهدئة الاوضاع ومن ثم العمل على التوصل الى حلول تجنب الشعب المصري حالة الانقسام الحالية وتسهم في معالجة هذه الازمة التي تكاد تعصف بمصر.